المصلح الديني والاجتماعي الكبير
الشيخ عبد الستار الملا طه الكبيسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو الشيخ والامام الفاضل والمقدام ذو الاخلاق الاسلامية السامية والافعال المرضية العالية والنسب الزاهر والعالم العزيز تلميذ الشيخ الكبير عبد العزيز السامرائي رحمه الله ولد شيخنا الفاضل في مدينة كبيسة سنة الف وثلاثمائة وخمسين للهجرة الموافق الف وتسعمائة وثلاثين للميلاد من اسرة عرفت في المنطقة بالديانة والامامة والصلاح والاستقامة فقد كان ابوه مدرسا للقران في وعاكفا في المسجد في خدمة المسجد وخدمة المصلين لما بلغ الشيخ وكبر سنه تميز ودخل المدرسة مدرسة كبيسة وترقى فيها وكان في تلك الفترة يسلك مسلك اقرانة بدراسة القران الكريم على الطريقة الملائية وكان يقرا ويحفظ المتون الشرعية عند بعض الشيوخ من ظمنهم الملا رزيك وبقى شيخنا رحمه الله على هذا الحال متنقلا بين الدراسه في المدرسة ومراجعة المسجد ومراجعة العلماء حتى تخرج من المدرسة متفوقا على اقرانه وذلك في بداية الاربعينات مما حدا بمدير الاوقاف آنذاك على استدعائه وتكريمه ولكي يدرس دراسته الثانوية على نفقة الدولة الا ان شيخنا ابى ذلك ايمانا منه بضرورة متابعة دراسته الشرعية على ايدي علماء المساجد والحلقات فيها وكانوا معلموه واقرانه يشهدون له بذكائه الخارق والفطنة والادب الذي يبشر بولادة عالم ومصلح جديد..........
رحلته في طلب العلم
فبعد ان انهى الدراسة الابتدائية كما قلنا ابتدا شيخنا مرحلة جديدة حيث احس الشيخ بان العلوم الشرعية قد ضعفت بعض الشيء في مدينته فشد الرحال الى مدينة (الفلوجة) للتتلمذ على يد عالمها الشيخ عبد العزيز السامرائي كما سبق ذكره وبقي الشيخ يدرس على يد هذا العالم الى ان لحق به عالمان جليلان وهما الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي مفتي العراق حاليا والشيخ صبحي الهيتي رحمه الله وبقى الشيخ يدرس ويحفظ ويطالع المتون ويعكف على مدارسة الحواشي والتعليقات فابتدا على عادة الطلاب بعلوم الآلة وهي علوم عربية كالنحو والصرف والبلاغة والوضع والمنطق والمناظرة.وبدا الشيخ كل يوم يحس به استاذه بانه سيولد مصلح وعالم حقا ... واستمر الشيخ بالدراسة والحفظ الى ان حفظ الكثير من الكتب ككتاب (المطول) علم البلاغة وجمع الجوامع وكثير من الكتب لا اريد ان اعددها وحفظ رحبية الشافعي والسراجية الحنفية حتى انتهى الى علم العقائد الاسلامية فدرس العقيدة الاشعرية الممثلة لاهل السنة والجماعة ودرس كتاب صحيح البخاري الذي كان يتمنى ان يحفظه وحفظه وكان هذا هو هو مقصوده وبقى ينهل من علم استاذه عبد العزيز الى ان درس جميع علوم الشريعة الاسلامية وكان طيلة دراسته متفوقا على اقرانه فلما انهى دراسته في الفلوجة قرر العودة الى مدينته كبيسة........
العودة الى كبيسة
للخطابة والامام
عاد الشيخ الى كبيسة وتم تعيينه في الجامع اذي كان يعمل فيه والده عين فيه اماما وخطيبا .....ولم يكن ارتقاؤه المنبر جديدة عليه لا وانما كانت له وقفات كثيرة في مرحلة طلب العلم ولما استمر عبد الستار بالخطابة والنصح للناس وحثهم على فعل الخيرات احس الناس بتنامي انه سوف يكبر شان هذا الصبي كان صغيرا ولكن فتح الله عليه واعتاد الناس على صوته الجميل حتى ان بعض الرجال الكبار كان يقول عندما يفقد عبد الستار اين (الاغليٌم)تصغير كلمة غلام لحداثة سنه ومحبتهم له . وكان الشيخ اثناء خطبه ومواعظه يركز على محاربة الانحرافات والبدع والاسس المبنية على اصول غير شرعية كما كان يركز بحل المشاكل الاجتماعية التي يلحظها بثاقب نظرهويحرص على انشاء حال الوئام بين مختلف الافراد والقبائل بصدق واخلاص ..لقد حرص شيخنا على اصلاح مجتمعه بمختلف الاساليب الناجحة ليخرجهم من عالم ضيق الى عالم ارحب . ولذا قرر مشاركة الناس متطلبات حياتهم حتى لا يكون منفصلا مشاعر بلده وحاجات وطنه. وليزرع حالت التماسك بين الشريعة والحياة .فلما راؤه الناي هكذا اثر في نفوسهم لانهم وجدوه الانسان المضحي والمشارك في الحوائج والنوائب ولم يقتصر الامر على ذلك بل كان يخرج بهم لاصلاح الطريق الذي يربط بيت مدينتي هيت وكبيسة حتى لا تنزلق السيارات المارة عليه وبقى يعمل معهم ويجمع كما قلنا بين الشريعة والحياة .
وفاته
لم يكن عمر الشيخ الذي قضاه في كبيسه منذ عودته من الفلوجة حاصلا على الاجازة العلمية سوى ثمانية اعوام قام خلاها بتلك الاعمال الجليلة من بناء وتشييد لدور العلم ودور العبادة ولكن لا يسعني المقام ان اذكر اعماله من بناء وتشييد الخ.الله سبحانه وتعالى بارك باعماله كلها ولكن عمره كما وصفه الشيخ الدكتور foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? عبيد الكبيسي(قد اختزله الله اختزالا)فهو وان مكث قليلا وتوفي شابا الا انه في تلك المدة المختزلة قد قدم اعلى درجات العطاء وبقي مسطورا في ذاكرة الاجيال اكثر مما بقي غيره في طول العمر فبعد عمر ناهز الخمسة والثلاثين امضاها في طلب العلم ونشره وخدمة الطلاب وبناء المساجد والمدارس والاصلاح الاجتماعي الكبير والمساعدة للمحتاجين وزيارة الاولياء والحج ثلاث مرات وزيارات للمسجد الاقصى اعاده الله الى حظيرة المسلمين واجتماعات بكبار العلماء ومناقشات لما يهم البلدة .وقع في يوم الثلاثاء ذلك الحادث الاليم الذي اهتزت له كبيسة واظطربت وتفصيل ذلك. ان الشيخ كان ينوي السفر الى بغداد لقضاء شؤون الطلبة والمدرسة الدينية واراد بعد صلاة العشاء ان يغتسل في حمام المدرسة النفطي . وفي اثناء اغتساله انفجر عليه ذلك الغاز انفجارا مدويا وكان الطلاب يدرسون فلما سمعو ذلك الصوت اقبلوا عليه يهرعون فاذا بالشيخ باخر انفاسه وما ان سمه اهل كبيسة بذلك حتى زالت عقولهم وضجو الى شيخهم فكل ابناء كبيسة رجالا ونساء شيوخا واطفالا اصبحوا داخل فناء المدرسة والمسجد وقد اصابهم الذهول والذعر وعيونهم شاخصة واخذ الالم يداهمهم والقلوب تتعصر والدموع تنهال من عيونهم وتتجلى في الساعات الاخيرة صورة عظيمة من صور الايمان بالقضاء والقدر يصعب على اللسان وصفها فهذ الشيخ (محمد عبيد محيسن)شيخ عشيرة دريعات عشيرة كبيسية يسال الشيخ قبل ان يفارق الحياة بلحظات فيقول له (ان شاء الله مشاويك سالمة) يقصد بالمشاوي احشاءه الداخلية كالمعدة الخ.فاجابه الشيخ بصوت منخفض (كان ذلك في الكتاب مسطورا) فلله دره من موقف يتلوه على مسامع طلابه وابناء بلدته بحيث تعجز الخطب الطوال عن الايفاء بمراميه.
تم بحمد الله
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
واخيرا نسال الرحمة لجميع المسلمين اللهم ارحمنا فانك بنا راحم
ملاحظة هناك الكثير من اعمال الشيخ لكن لا استطيع ان اذكرها كلها لانه سوف يطول بنا المقام
منقوول عن الشيخين الجليلين
الشيخ الدكتور foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? عبيد الكبيسي
والشيخ حامد عطيوي جهجاه الكبيسي
تقبلو تحياتي محمود الكبيسي