قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقية الاثنين إن الحكومة العراقية ستتصدى للميليشيات المسلحة ولن تسمح لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بشن حرب مفتوحة في العراق كما توعد وستتحرك لكبح جماح الميليشيات التابعة له.
مما يذكر أن الصدر الذي اشتبكت ميليشيا جيش المهدي التابعة له مع قوات الحكومة العراقية يوم السبت قد هدد بشن حرب مفتوحة حتى التحرير ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة إذا استمرت في حملة القمع التي تشنها منذ شهر ضد أتباعه في بغداد ومدينة البصرة الجنوبية.
وجاء التهديد بعد ما وصفه الجيش الأمريكي بأشرس قتال منذ أسابيع في حي مدينة الصدر معقل زعيم التيار الصدري في شرق بغداد.
وصرح زيباري في البحرين حيث حضر اجتماعا إقليميا بأنه لن يقبل أحد بالتأكيد حربا مفتوحة في العراق أو يسمح بتأسيس حكم للميليشيات.
وتابع أن الحكومة العراقية ستكون صارمة للغاية في مواجهة كل الميليشيات غير المشروعة كما ثبت في البصرة وفي أماكن أخرى.
وقد أيدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس حملة القمع التي يشنها العراق ضد الميليشيات خلال الزيارة التي قامت بها الأحد لبغداد حيث أسفر أسوأ قتال منذ أسابيع عن سقوط 23 قتيلا.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة العراقية قادرة على مواجهة الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق عام 2004 ، قال زيباري إنها قامت بذلك فعلا وأن الحكومة عليها بالقطع أن تتحرك حين يتحدى أحد سلطة الدولة.
هذا وقد انفجرت عدة صواريخ في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث اجتمعت رايس مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين عراقيين آخرين وأشادت بالحملة المستمرة منذ شهر ضد أنصار الصدر.
ووجهت رايس كلمات قاسية لرجل الدين الشاب الذي توعد عشية زيارتها بحرب مفتوحة إذا استمرت الحملة ضد أنصاره .والجدير بالذكر أن الصدر لم يظهر علنا في العراق منذ ما يقرب من عام.
وقالت رايس للصحفيين إنه لا يزال يعيش في إيران وأعتقد أنها ستكون حربا مفتوحة بالنسبة للجميع إلا هو،لأن أتباعه يمكن أن يلاقوا حتفهم بينما هو يقيم في إيران.
وتحدثت مصادر الجيش الأميركي عن معارك بين القوات الأميركية وميليشيات شيعية في مدينة الصدر ببغداد ليل الأحد قتل فيها ثمانية أشخاص كما وردت تقارير عن وقوع معارك في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية.
وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم الجيش الأميركي "يمكنني أن أقول إنها كانت أسخن ليلة منذ أسبوعين."
وصرح بأن طائرة بلا طيار أطلقت صاروخا من طراز هيلفاير على ثلاثة مسلحين في حي مدينة الصدر ليلة الأحد وقتلتهم جميعا.
وأضاف الجيش الأميركي أن صاروخين أميركيين قتلا أربعة رجال مسلحين كان يحملان قذائف صاروخية في مدينة الصدر في وقت سابق من يوم الأحد، بينما قتلت القوات الأميركية مسلحا هاجم موقعها الاستطلاعي في الحي المزدحم الذي يقطنه مليونا نسمة.
وصباح يوم الاثنين قتلت القوات الأميركية ثلاثة أشخاص أطلقوا قذيفة صاروخية على دورية أميركية في حي بغداد الجديدة جنوبي مدينة الصدر.
وقال ستوفر "مازلنا نتعرض للنيران وقواتنا تحاول إقامة المتاريس وإنها تتعرض للنيران."
هذا وقد صعّد الصدر مواجهته مع المالكي الذي هدد بمنع التيار الصدري من المشاركة في الحياة السياسية ما لم يحل الميليشيا التابعة له.
وفجرت حملة المالكي على مدى الشهر الماضي أسوأ قتال في العراق منذ قرابة عام امتد إلى الجنوب وإلى المناطق الشيعية في بغداد. ورغم أن القتال في الجنوب تراجع استمرت الاشتباكات في بغداد بلا هوادة.
وحظت الحملة بتأييد جميع الأحزاب من مختلف الكيانات الطائفية والعرقية باستثناء التيار الصدري.