رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) [1] : أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ لِي جِيرَاناً ، وَ لَهُمْ جَوَارٍ يَتَغَنَّيْنَ وَ يَضْرِبْنَ بِالْعُودِ ، فَرُبَّمَا دَخَلْتُ الْمَخْرَجَ [2] فَأُطِيلُ الْجُلُوسَ اسْتِمَاعاً مِنِّي لَهُنَّ ؟
فَقَالَ لَهُ ( عليه السَّلام ) : " لَا تَفْعَلْ " .
فَقَالَ : وَ اللَّهِ مَا هُوَ شَيْءٌ آتِيهِ بِرِجْلِي ، إِنَّمَا هُوَ سَمَاعٌ أَسْمَعُهُ بِأُذُنِي ؟
فَقَالَ الصَّادِقُ ( عليه السَّلام ) : " تَاللَّهِ أَنْتَ ، أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ : { إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا } [3] .
فَقَالَ الرَّجُلُ : كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْ بِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَرَبِيٍّ وَ لَا عَجَمِيٍّ ، لَا جَرَمَ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا ، وَ أَنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى .
فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ ( عليه السَّلام ) : " قُمْ فَاغْتَسِلْ ، وَ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ ، فَلَقَدْ كُنْتَ مُقِيماً عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ، مَا كَانَ أَسْوَأَ حَالَكَ لَوْ مِتَّ عَلَى ذَلِكَ ، اسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ اسْأَلْهُ التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ مَا يَكْرَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَكْرَهُ إِلَّا الْقَبِيحَ ، وَ الْقَبِيحَ دَعْهُ لِأَهْلِهِ ، فَإِنَّ لِكُلٍّ أَهْلًا " [4] .
وأًََسألُكم الدُعاء
[1] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[2] المخرج : الكنيف ، بيت الخلاء .
[3] سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 36 .
[4] التهذيب : 1 / 116 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .