يعتبر عدنان حمد من الأبطال الوطنيين في العراق على الصعيد الرياضي، بعدما ساهم في قيادة المنتخب الأولمبي إلى بلوغ الدور قبل النهائي في أولمبياد أثينا عام 2004. وأجرى موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على الانترنت، مقابلة مع عدنان حمد ضمن سلسلة التقارير والمقابلات التي يتم نشرها بمناسبة الاحتفال بعام المدربين الآسيويين 2010.
يعتبر عدنان حمد من المدربين الذين نجحوا في مخالفة كل التوقعات وتجاوز كل المحن والصعوبات من أجل قيادة منتخب بلاده إلى تحقيق إنجاز تاريخي سيبقى في تاريخ كرة القدم لزمن طويل.
ففي عام 2004 كان العراق في حالة حرب، وكانت البلاد تعاني من الخراب والدمار، ولكن رغم كل ذلك نجح المنتخب الأولمبي في جلب السعادة لأبناء البلد من خلال سلسلة الانتصارات التي تواصلت عبر التصفيات الأولمبية قبل أن يصل إلى أثينا ويواصل مسيرة النجاح حتى الدور قبل النهائي.
ودون شك فإن هذا الإنجاز يعتبر من الإنجازات العظيمة ليس فقط بالنسبة لكرة القدم في العراق، بل للعبة في كافة أرجاء القارة الآسيوية، خاصة إذا ما وضعنا بعين الاعتبار معاناة لاعبي الفريق واضطرارهم لخوض مبارياتهم المحلية خارج البلاد، واضطرارهم كذلك لخوض مسافات هائلة بالباص للتنقل بين بغداد وعمان.
ولم تقتصر معاناة اللاعبين والعاملين مع الفريق على صعوبات التنقل، بل كانت المعاناة أيضاً في الجانب النفسي، حيث كان القلق يسيطر على الجميع بخصوص سلامة أفراد عائلاتهم في هذه الظروف الصعبة، وكذلك سلامتهم الشخصية خلال التنقل بالحافلات بين العراق والأردن.
ظروف صعبة
وأوضح عدنان حمد: كنا نعيش ظروفاً صعبة في العراق بعد الاحتلال.. البلاد كانت في حالة خراب ودمار، ولم نتمكن من الحصول على الحاجات الأساسية من أجل إعداد الفريق.
وأضاف: هنالك حقيقة مخيفة من تلك الفترة، حيث أننا منذ بداية التصفيات الأولمبية عام 2003 ولغاية انطلاق منافسات أولمبياد أثينا أمضينا نحو 756 ساعة في الحافلات خلال الرحلات بين بغداد وعمان..
هذا يعادل فترة شهر كامل أمضينا في الحافلات من أصل عام واحد.
فقد اضطر المنتخب العراقي للتنقل من العاصمة العراقية إلى عمان من أجل خوض عدد كبري من مبارياته خلال التصفيات، وكذلك كون العاصمة الأردنية كانت السبيل الوحيد من أجل القيام بالرحلات الجوية.
وقد استمر هذا الواقع بالنسبة للكرة العراقية حتى عام 2009 عندما تم اعتماد مدينة أربيل من أجل خوض المنتخبات والأندية العراقية للمباريات المحلية.
وكشف عدنان حمد الذي توج بجائزة أفضل مدرب في آسيا عام 2004: عظمة هذا الإنجاز هو أنه ولد من رحم المعاناة التي كان يعيشها العراقيون، وهو دليل للعالم على أن كرة القدم في العراق قادرة على تحقيق نتائج رائعة لو توفرت لها الظروف المناسبة.
خبرة كبيرة
يعتبر عدنان حمد من المدربين العراقيين الذين يمتلكون خبرة كبيرة على المستوى الإقليمي، حيث بدأت مسيرته المهنية عام 1993 ودرب في العراق والإمارات ولبنان والأردن حيث يعمل حالياً على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني.
وحصد حمد العديد من الإنجازات خلال مسيرته المميزة، وكانت البداية مع تحقيق ثنائية الدوري والكأس المحليتين مع نادي الزوراء موسم 1995/1996 وقاد الفريق أيضاً إلى بلوغ نهائي كأس الكؤوس الآسيوية 2000.
أما مع المنتخبات العراقية فقد قاد حمد منتخب العراق للشباب للفوز بلقب بطولة آسيا عام 2000 في طهران، وكذلك حصد لقب بطولة غرب آسيا عام 2002 في دمشق.
وخلال تجربته خارج العراق قاد عدنان حمد نادي الفيصلي إلى للفوز بلقب كأس الاتحاد الآسيوي عام 2006 ثم بلوغ المباراة النهائية في ذات البطولة عام 2007 وفي ذات العام بلغ الفريق أيضاً المباراة النهائية في دوري أبطال العرب.
ومع منتخب الأردن استلم عمله أواسط عام 2009 حيث كان الفريق يعاني في تصفيات كأس آسيا إثر حصوله على نقطة واحدة فقط من مباراتين، ولكنه نجح في قيادة الفريق بمهارة لعبور مأزق التصفيات وحجز بطاقة التأهل للمرة الثانية في تاريخه إلى كأس آسيا 2011 التي تقام في قطر.
وبدأت مسيرة عدنان حمد مع التدريب عام 1993 حيث كان لا زال في ذلك الوقت يلعب مع نادي سامراء العراقي، وحقق نجاحاً كبيراً في المهمة المزدوجة فسجل 33 هدفاً ذلك الموسم مع الفريق وقاده لبلوغ المباراة النهائية في بطولة الكأس المحلية.
وحول تلك البداية كشف المدرب: بعد تلك البداية كمدرب ولاعب في نادي سامراء، تولدت عندي الرغبة للعمل في مجال التدريب، وقررت اتخاذ المسار الأنسب ولهذا بدأت بالمشاركة في دورات التدريب التي كان يقوم الاتحاد العراقي لكرة القدم بتنظيمها، ثم دورات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
مستقبل مشرق
وأعرب عدنان حمد عن إعجابه بتخصيص عام 2010 للاحتفال بعام المدربين الآسيويين، مؤكداً ثقته في استفادة المدربين في كافة أرجاء القارة من هذا التقدير.
وقال: أنا دائماً أقول أن كرة القدم في آسيا تتقدم بسرعة إلى الأمام.. وهذا الأمر ليس فقط شعار، بل هو نتيجة تخطيط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في قارة كبيرة وتمتلك قدرات هائلة.
وأضاف: الاحتفال بعام المدربين الآسيويين هو مثال جديد على التقدير الذي يوليه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمدربين، والذي وضع مثالاً للجميع كي يسيروا على ذات الطريق، فإن أردت أن تتطور في كرة القدم يجب أن تعمل على تطوير المدربين والحكام بقدر ما تعمل على تطوير اللاعبين.
ويشار إلى أن عدنان حمد كان من ضمن المدربين الذين استفادوا من الدورات المستمرة للمدربين والتي يقوم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتنظيمها.
وحول هذا الأمر كشف: حصلت على شهادة التدريب الآسيوي للمستوى الثالث C عام 1996 وكنت ضمن الدفعة الأولى من المدربين الذين حصلوا على شهادة التدريب للمستوى الآسيوي الأول A.
وأضاف: أعتقد أن هذه البرامج تساهم في استمرار عملية تطوير قدرات المدربين في كافة أرجاء القارة الآسيوية.
وختم المدرب العراقي المميز: يجب أن نثق بقدراتنا أكثر لأن آسيا تمتلك كل الإمكانيات من أجل أن تكون في الطليعة، فنحن نمتلك الإمكانيات الفنية والبشرية إلى جانب التمويل المالي كي نصبح في الريادة على المستوى العالمي.