بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد
وعجل فرجهم

السلام عليكم
كثيرا ما يُؤخذ على المسلمين بهذه الاية,,باعتبارها تغلق باب الحوار
مع الطرف المخالف وتجعل السيف والقتل هو الباب الوحيد للتفاهم
مما يعني ان المجتمع الاسلامي مغلق ولا يقبل التعايش السلمي مع اتباع الديانات الاخرى
بما في ذلك الديانات التي تتفق مع الدين الاسلامي في بعض الامور
وتنتمي واياه الى نفس المصدر,الديانات السماوية
لذا من الجدير بنا ان نقف على هذه الاية المباركة ونرى مدى قوة الاستدلال بها على العنف الاسلامي

الامر بالقتال دون القتل
سبق هذه الاية - وهي الاية 29 من سورة التوبة- ايات عدة تتكلم عن موقف المسلمين اتجاه الكفار
والمشركين,,وكانت تتكلم بصيغة القتل -اقتلوا-
لكن عندما وصل الامر الى اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى اختلف الامر واختلفت اللهجة
فاصبح الامر "قاتلوا" مقرونا بحدود وشرائط,,
وذلك لان الاسلام لا يجيز قتل اهل الكتاب, بينما يجيز قتل المشركين الذين يقفون عقبة في وجوه المسلمين وليس هناك اي نقطة اشتراك بينهم وبين المسلمين
في حين اننا نتفق مع اهل الكتاب على امور عدة واهمها وجود الله سبحانه وتعالى
كما نتفق معهم على وجود الانبياء والرسل,,ولذا امر الاسلام بالتعايش السلمي مع اهل الكتاب
فيما لو احترم اهل الكتاب المسلمين ولم يكونوا ليشكلوا خطرا على المسلمين,,

شروط مقاتلة اهل الكتاب
لقد وضع القران الكريم شروطا لمقتالة اهل التكاب,,اختصرها باربعة نقاط:
1. الايمان بالله عز وجل ربا واحدا لا شريك له ولا مثيل,,وقد وضح الاسلام في ايات لاحقة المرفوضة في عقيدة التوحيد بناءا على ما يؤمن به اليهود والمسيحييون
اذ ان اليهود يعتقدون بان عزيرا عليه السلام ابن الله,,في حين يعتقد المسيحييون بالوهية السيد المسيح
واما في التوحيد الافعالي: فان كلا من اليهود والمسيح يعبدون احبارهم ورهبانهم بحيث يطلبون منهم العفو والصفح عن الذنوب وما الى ذلك مما يعتبر من الشرك بالله تعالى

لذلك وجب ردعهم عن هذه العقيدة الباطلة وارجاعهم الى طريق الحق الذي جاء به موسى وعيسى وكل الانبياء والرسل في عبادة اله واحد وهو الله تبارك وتعالى

2. الايمان باليوم الاخر: وهو ان يؤمنوا بيوم القيامة وان يؤمنوا بالمعاد الجسماني والروحاني على حد سواء

3. اتباع الرسل: يحتمل ان يكون المراد من رسوله في قوله "ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله" انبياءهم, موسى وعيسى عليهما السلام
ومخالفتهم لانبياءهم بانهم لم يكونوا اوفياء لهم وخالفوا الكثير من الاحكام والتشريعات التي جاء بها موسى وعيسى عليهما السلام,,,
كما يحتمل ان يكون المراد هو النبي محمد صلى الله عليه واله لان اطلاق كلمة الرسول في القران يراد بها نبي الاسلام,,كما ان اللفظ جاء بصيغة المفرد
وفي هذه الحالة فان المراد من تحريم ما حرم الرسول هو احترام عقيدة المسلمين وما جاء به الدين الاسلامي من احكام وعدم ارتكاب المحرمات علنا وجهرة امام المسلمين بما يسئ الى مشاعرهم وينتهك حرمة دينهم,,وحينها لا تعايش سلمي معهم.

4. اتباع الدين الحق: ان المراد من دين الحق في قوله " ولا يدينون دين الحق" هو الدين الاسلامي بحكم القرائن الكثيرة الواردة في القران الكريم باطلاق لفظ الدين الحق على الاسلام
كما انه قد يكون المراد من الدين الدين مطلق ما جاء من عند الله عز وجل, وبالتالي يرجع الى الاسلام ايضا باعتباره الدين الخاتم والشامل لكل الاحكام
والسؤال هنا: كيف سيدين الذين اتوا الكتاب بالاسلام؟؟ ألا يعتبر ذلك امر بادخالهم الى الاسلام بحد السيف؟؟ ألا يخالف ذلك مبدأ التعايش السلمي؟؟
والجواب: ان الادانة لا تعني فقط الالتزام والاتباع للدين الاسلامي
فقد اوضحنا في النقطة السابقة في مسألة تحريم ما حرم الله ورسوله هو احترام مشاعر المسلمين وعقيدتهم في عدم ارتكاب الماثم والمحرمات,,
فاذا لم يكن بوسعهم اعتناق الاسلام واتخاذه دينا لهم فعليهم على الاقل احترامه واحترام مبدأ التعايش السلمي مع المسلمين وقبول شروط الحياة السلمية مع المسلمين

فهذه هي الشروط الثلاثة التي وضعها الاسلام وفي مخالفتها يستوجب جهاد ومقاتلة اهل الكتاب

نقف الى هنا ونكمل الكلام لاحقا في الجزية
والحمد لله رب العالمين