مرت قبل ايام الذكرى التاسعة والثمانون لتاسس الجيش العراقي الذي كان تاسس في 6كانون الثاني عام 1921 بمساعدة البريطانيين الذين كانوا يديرون العراق وفق انتداب صادر من عصبة الامم المتحدة.
ورغم انجازات الجيش العراقي السابق على الصعيدين الوطني والقومي لكن تاريخه الموثق يؤكد حقيقة واحدة لاتقبل الجدل وهي عدم احترامه للمباديء الديمقراطية ورفضه الخضوع للسلطة المدنية, واحتقار و اضطهاد أفراده من ذوي الرتب الدنيا.
وكانه تأسس لكبح أرادة الشعب العراقي, فمنذ تاسيس الجيش العراقي السابق كان ضباطه وقادته مولعين بقمع الانتفاضات الشعبية والقيام بالانقلابات العسكرية ضد الحكومات العراقية المنتخبة.
قمع الجيش العراقي بقسوة انتفاضة الاشوريين عام 1933 وانتفاضة الفلاحين في الفرات الاوسط عام 1935 وانتفاضة 1991 التي اعقبت اندحار الجيش في الكويت. وفوق هذه كله فقد قام بانقلابات عسكرية عديدة للحد الذي اعتاد معه البغداديون على ان يستيقظوا صباحا مع بيانات رقم 1 الانقلابية. ظاهرة الانقلابات هذه لم تقتصر على القادة من الضباط بل اصبح الانقلاب العسكري المسلح من اجل التغيير السياسي هو العقيدة العسكرية السائدة للحد الذي دعى العريف حسن سريع ومجموعة من زملائه العرفاء ان يقتحموا سجن رقم 1 في معسكر الرشيد في الثالث من تموز من عام 1963 في محاولة لتحرير السجناء تمهيدا للانقلاب العسكري الذي فشل .
يذكر ان قائد الفرقة الثانية بكر صدقي هو اول من بدأ بسلسلة الانقلابات العسكرية التي توجت بالقضاء على العملية الديمقراطية في العراق ووصول حزب البعث الى السلطة. فقد قاد صدقي انقلابا عسكريا واجبر رئيس الوزراء ياسين الهاشمي على الاستقالة بعد ان قصفت الطائرات مقر مجلس الوزراء ووزارة الداخلية ودائرة البريد وقتل جعفر العسكري وزير الدفاع في حينها. ومن ثم توالت الانقلابات العسكرية فكان انقلاب رشيد عالي الكيلاني عام 1941 ومن ثم انقلاب عبد الكريم قاسم عام 1958 تلاه انقلاب عبد السلام عارف عام 1963 ومن بعده انقلاب الضابط البعثي foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? حسن البكر الذي خلفه صدام حسين الى ان تم اسقاطه من قبل قوات التحالف في 9/4/2003. تم بعدها بفترة قليلة حل الجيش العراقي السابق والبدء ببناء جيش عراقي عقائدي جديد يحترم العملية الديمقراطية الشعب العراقي ويخضع لسلطة المدنيين المنتخبين ويحترم حرية الشعب العراقي بانتخاب ممثليهم. جيشنا الجديد حاله كحال جيوش الديمقراطيات الاخرى ملتزم بمباديء حقوق الانسان والمواثيق والمعاهدات الدولية في هذا الشأن. في العراق الجديد لايساق الشاب للخدمة جبرا وقسرا تمدد فترة خدمته العسكرية الى خمس اضعاف مدتها القانونية مثلما كان يحدث قبل عام بل يتدافع الشباب للتطوع في الجيش لخدمة وطننا ولم يكن هذا ليحصل أبدا لو كانت الخدمة العسكرية طوعية. لاتزج الحكومات العراقية المنتخبة جيشنا في حروب خاسرة دفاعا عن سلطة الرئيس التي هي غير شرعية اصلا مثلما كان يحدث. لايعمل جيشنا الجديد لخدمة مسؤول معين أو حكومة معينة بقدر ما يدعم كل من ينتخبه الشعب العراقي وينفذ اوامره الى ان تنتهي فترته. الجيش العراقي الجديد مدرب تدريبا جيدا ولديه التجهيزات الواقية التي يرتدي والاجهزة والاسلحة المتطورة التي يستعمل اثناء الواجب. الضابط العراقي الجديد لايعامل الجندي او العريف كما يعامل خادما مثلما كان سابقا بل العلاقة بين كل افراد جيشنا الجديد هي علاقة اخوية مبنية على فهم كل منهم لواجبه ودوره في المهمة.