المالكي ... وقرار الغاء البطاقة التموينية والغاء الصفقة التسليحية
قرار الغاء البطاقة التموينية المفاجىء والذي دبر في ليل في مجلس الوزراء وبالتصويت عليه بالاجماع لم يكن ليصدر
لولا وجود سبب آخر موجب وملح جدا لاقرار هذا القرار والسبب ليس له دخل في البطاقة التموينية ومفرداتها بالذات
ولا بعدم القدرة على توفيرها ولا حتى بالفساد في وزارة التجارة خصوصا وان تصريحاتهم بعد هذا القرار لم تكن مقنعة
وحتى هم لم يكونوا مقتنعين بها والتي منها ان القرار جاء بعد دراسة لمدة سنتين وهذا فيه مكر للتغطية على مادار في
مجلس الوزراء ورد بالوني على سرعة اتخاذ القرار وأيضا تصريح المالكي نفسه عندما رد على المعترضين على الغاء
البطاقة التموينية بقوله ان من يعترض هم التجار المنتفعين من وجود البطاقة التموينية فيدافعون عن مصالحهم في الوقت
الذي شهد العراق فيه رفضا من كل شرائح المجتمع لهذا القرار وخروج تظاهرات عمت مدن العراق من الطبقات المسحوقة
ومن رجال دين وأكادمين ومثقفين فهل كل هؤلاء تجار في نظر المالكي ؟!
والذي أعتقده ان قرار الغاء البطاقة التموينية تم لاسباب ومصالح كثيرة والتي منها واعتقد انه السبب الأول والاساسي والذي
هو الفساد في الصفقة التسليحية من روسيا والذي أطاح برأس وزير الدفاع الروسي وتمت اقالته من منصبه بسبب هذا الفساد
مع المسؤولين لابرام هذه الصفقة من العراق والمالكي أولهم مرورا بعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي و
رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حسن السنيد و الناطق الرسمي لحكومة المالكي الدباغ وسعدون الدليمي وآخرين من المتنفذين
في حزب الدعوة...فالمالكي لم يجد فرصة للتستر على هذه الفضيحة لأن روسيا شريك في كشفها والمالكي لاقى اعتراضات كثيرة
من خصومه الساسة عند زياراته لروسيا واجراء الصفقات التسليحية وصرح من هناك بلغة التحدي وانه ماضي في عملية ابرام الصفقات
بالاضافة الى التشكيك في أصل غرض التسليح وعلاقته بالأزمة السورية ونوعية الأسلحة الروسية المتعاقد عليها وعدم تقيدها بشروط
عدم استخدامها في الداخل العراقي ..وعندما تيقن المالكي ان الأمر مفضوح لامناص منه وأنه مقبل على دعاية انتخابية اخرى بالاضافة
شماتت خصومه به كما يفكر هو..فاعلن فجأة قرار الغاء البطاقة التموينية بعد الضغط على الوزارء الذين صوتوا بالاجماع وهو
ما أثار استغراب الكثير خصوصا وهو قرار يمس حياة المواطن وخبز العيش وهو قرار غير مرحب به أبدا خصوصا والعراق يمر
بأسوء مرحلة من الفساد والعشوائية الاقتصادية؟ فأراد المالكي اشغال الشارع العراق والراي العام بهذا القرار المفاجيء ليأتي بعدها
وخلال هذه الايام نفسها فيصدر قرار الغاء الصفقة التسليحية لاكتشاف عملية الفساد فيها فيكون التفات المواطن العراقي لها ليس بتلك الاهمية
والاستغراب وقدروا انه ابسط ما يصدر منه مالنا والغاء الصفقة التسليحية مشكلتنا الآن هو قرار الغاء البطاقة التموينية..وأعتقد ان المالكي
ورفاقه في القرار بيتوا أمرا آخر وهو انهم سيصدرون قرارا في وقت مناسب قريب يقضي بالغاء قرار الغاء البطاقة التموينية ؟! متوقعين
انهيال المديح والثناء عليهم من الجياع في وقت تتلاشى فيه فضيحة صفقة التسليح ومما زاد من ألمي صدور تصريحات من قبل بعض المنتفعين
والسذج والمتخمين من قصعة المالكي امتدحوا فيه المالكي عندما الغى صفقة التسليح ووصفوها بخطوة استباقية ناسين عدم نزاهته وهو اول المتهمين
بفساد هذه الصفقة بالاضافة الى من خولهم في حكومته اضف الى ذلك جميع الوزراء المتواطئين معه والمشتركين في مكره وتخطيطه ؟