وعدُ (علاّن) ينفخُ الروحَ في قميصِ الغياب
لوحة خريف ممطر بأسئلة الخبز صاحب رؤيا الطير
ها أنا متأخرٌ عن الألفِ والهاءِ
قبلي أناهما وبعدي أنايَ وأنا كالمدّ بيني وبينهما
تطحنني عجلتانِ لعربةٍ الهاءِ النهاية
لأجدني وكاملَ أشلائي مُنحنياً أطرِقُ إلى الأسفل
كهمزةٍ لا تحط على الألفِ المحمولِ مثلي على ظهرِ بدايةٍ جديدة
ها أنا والألفُ ندورُ بينَ الياءِ والياءِ ولا نجدُ قطرَ الدائرة
ليصلبني الألفُ على أنايَ ولا أجدُ مفترقَ طرقِ البحرِ لأشقها بعصا حزني
أو أنْ أفرّقَ شملَ الهمزةِ والألف
ربّما لأنّي هاجرتُ بين غربتين كلاهُما وطنُ أسايْ
فهُمَا يصرخانِ داخلي:
تائِهٌ في انفرادي*** ويْ كأنّي (سَامِريٌ) (لا مَِساسَ) لِما تمنّى أوْ نَشَدْ
عَضّ خدَ السُهادِ*** ليتَ طيفَ الأمْنِ يغفُو في عُيُونٍ رَاوَدَتْ كَفّ الرّمَدْ
هلْ رمادُ الرُقادِ*** برْزخي ّ؟ لَيْسَ في نوْمٍ صحََاهُ أو إلى صَحْوٍ رقَدْ؟
لمْ ينلْ مِنْ مُرادِ*** غيرَ ُشرْبِ الخَوْفِ،يَسْتَلْقِي على التّيهِ ..أهذا مَا وَجَدْْ
رَاكضاً في الجمادِ*** ما درى عنْهُ الشُّرُوقُ ولا الغُرُوبُ وفي مَنَافِيْهِ اتّحدْ
فاتّحَادُ الأُحَادِي*** مثلُ نقشِ اللّونِ في المِرْآةِ وجهاً خلفَ ما يرنو احتشدْ
وارتِقَابُ الحِيَادِي*** في ازْدِوَاجِِِ الرُعْبِ, طَحْن ِالرّيبِ ضوءً ,إنّما النّارَ ازدردْ
***
كيفَ يغدو اتّحادِي*** إنْ أنا ...والنّاسُ تََرْوِي كيفَ مزقْنا فُؤاداً في بلَدْ؟؟
هُمْ,أنا... مَنْ نعادي؟** أيّ قُرْبانَ اختلفنا فيهِ...(قابيلُ) انْمحى مِنْ بسْطِ يدْ
رائحٌ ثم غادي؟*** هلْ تُواري تُربةَ الآمالِ فينا أوْ ستسقينا بِغََدْ
من غيوم الرّمادِ*** نملأُ الآبارَ وقتاً يَرتَدِينا في (قميصٍ) مُضطهدْ
سُنبُلاتي مِدادي*** تزرعُ اللّيلَ صباحاً (يُوسُفياّ) وعدُ (علاّن) ابتعدْ
لو خريفُ الحدادِ*** قبّلَ الآنَ ربيعَ الفرْحِ فينا مِنْ تلاقينا سَجدْ
فوقَ رملِ البُعَادِ*** جبْهةٌٌ كالغيمِ صَلّتْ برقُها يدعو بِكفٍ..يا مَدَدْ
أعْشَبَتْ في الأيادِي*** بذرةُ الأحلامِ تسقيها فُصُولُ الحبِ منْ أحداقِِ سدْ
يا بُذورَ الوِدادِ*** لقّحِي رِيْحَ التّآخي واكْتُبِي في مُقلتيَْها مَا وَرَدْ
إنّني يا بِلادِي*** فيكِ أدعوني (حُلُوليّاً) وإنّي لمْ (يُحلْحِلنِي) أحَدْ
الخريف مهمٌ جداً لهضم مخلفات الصيف
فالأرضُ تحدّ أسنانها وتفرزُ أنزيماتِها لاستقبالِ السّمادِ وإعادةِ تصنيعِ منتجاتِها
والإنسانُ حينَ يشاهدُ تفاني الأرضِ في خدمتهِ وإنْ لمْ يقدّم لها الخدمةَ المقابلةَ وذلكَ بحرثِها وتقليمِ أظافرِ ما استطالَ من أشجارها فإنّها تُعِدّ لابتلاعهِ أيضاً في خريفٍ مأساويّ لسقوطِ البشرِ إليها وليسَ كما تفعل الأشجارُ حينَ تجدّدُ نفسها وتقومُ بإزالةِ التّالفِ منها
الأرضُ لا تؤمنُ بالكسولِ
وهْيَ حينَ ترى الجراثيمَ تتجولُ فوقَ ظهرِها
ربّما تحرّكُ إنزيمَ زلالٍ يطلقُ أحياناً عليهِ بتسونامي
أو بركاناً في أرْضِ المحشرِ لابتلاعِ الجراثيم
الأرضُ لا تقبلُ عليها إلا الجبالَ البشريةَ ولا تؤمنُ بالحُفَر فالحفرُ تغمرُها المياهُ والمستنقعاتُ
البشرُ كالقمحِ منهُ ما يؤكلُ ومنهُ ما يُرمى بهِ في ظهرِ البحرِ وما يُرمى قد يكونُ لسوءِ تخزينه في عائلةٍ منحطّةٍ أو لاقترابهِ من دودةٍ شرسة
والمجتمعات البشرية كأكياسِ القمحِ منه ما يحملُ بالطائراتِ ومنه ما يحملُ بالسّفنِ ومنه ما يُحملُ على ظهر حمار ومنه من لا يحملهُ أحد ويتركُهُ ملقى على الأرضِ حتى يتعفنَ ويصبحَ سماداً للأرض وربّما نكونُ نحن دول العالمِ الثالثِ
.
.
.
نحنُ سمادُ كلِ الشعوبِ