_2_
حاولت انسى شكل ايمان البشع من الموت وحاولت استجمع قواي لرد لديرتي واهلي ووليد ، وعرفت ان انا موجودة الحين بسجب بالبصرة وان ماكو فايدة من رجعتي الديرة باشرو معانا جميع التعذيبات النفسية والجسدية ويوم ورا يوم كنت استجمع قواي من هالتعذيب ضانين اني بضعف ، وبعد هذا كله رحلونا على سجن تحت الانفاق اسمه السجن الاسود من الظلام اللي كنا فيه سموه اسود ، صرت اكثر قوة مع الايام وصرت اعرف اشلون اداوي المرضى اللي بالزنزانة معاي وعرفت بعض الرموز اللي يتداولونها الحرس بينهم ، كنا مجموعات كبيرة من الكويتيين وبعض الجنسيات الاخرى اللي كنا نخاف نتكلم جدامها بأي شي لا يكونون جواسيس للعراقيين ، كان في وحده ساحبينها من ليلة عرسها بالفندق واعدمو زوجها جدامها وموجودة بالزنزانة بفستانها مال العرس بعد ما صار لونه اسود كنا نخيط لنا ملابس من الخيش ، وكنا نتلحف بالحصير ، وكنا ناكل فضلات العراقيين وبكل هذا كنت اتذكر طباخ امي وقعدت اهلي واتخيل شنو يسوون الحين .
الأيام تـمر والتعذيب الجسدي والنفسي مستمر ويانا ، أتذكر أهلي ويطيب لي ذكراهم ، ولكن وين أنا ووين أهما ، إصراري وعزيمتي على ديرتي وصلتني للي أنا فيه ، وما هو معروف حقنا متى نطلع ومتى نشوف النور واحنا محبوسين بهذا المكان ، صار شهر فبراير ولي الحين ما ندري شنو نسوي بأعمارنا نشوف بعض الوجوه الشخصيات المعروفة بين المأسورين بس ما نقدر نتكلم نخاف يتعرفون عليهم ، عرفت أمور وايد بالحبس وتعلمت التمريض واشلون أسوي من أي شي شغلة نافعة ، الحين باقي يومين على العيد الوطني وكلنا شوق على أن تتحرر ديرتنا قبلها ، ولكن ما في فايدة ، صار 25/فبراير 1990 وكل الكويتيين بالزنزانات يكبرون ويهللون وهذا الشي خلا الحراس والجنود يصبون غضبهم علينا ومو عاجبهم الحال ، فرشو علينا مادة تنوم ومالقينا روحنا إلا صاحيين على صوت رشاشات ومدافع وكان هذا فجر يوم 26 فبراير 1990 عرفنا أن الكويت تحررت وما صدقنا من فرحتنا وكانو العراقيين يصرخون بوجهها استهزاءاً وان الكويت لهم مهما يصير وراح يجي يوم يأخذونها لهم أكيد ، قعدنا نغني الأغاني الوطنية والنشيد الوطني ولكن ماكو فايدة الحقد معمي عيونهم ، خذونا كلنا ورحلونا مكان ثاني بعيد عشان لما الأمريكان يفتشون ما يلقونا ولا يلقون أسرى ..
خذونا دفعات كبيرة بسيارات ضخمة وكنا نصفق ونغني من فرحة التحرير وهذا اللي خلا الجنود يضربونا كل شوي عشان نسكت ، وصلنا لمكان واتوقع انه الحدود العراقية السورية لأنه وايد بعيد عن المكان اللي إحنا فيه ودخلنا بين الجبال والدروب الوعرة واجبرونا ننزل تحت خندق درجة طويييييل ، وكان محفور تحت الأرض بعمق كبير ، جرونا واحد ورا الثاني وطبعا كانت غرف التعذيب اكثر من الغرف اللي ننام فيها حطونا كل 7 نساء بزنزانة قياسها 4x3 وكنا نتناوب على النومة عشان نتمدد على الأرض ، وكان معانا بنات اصغر مني وحريم عجائز واذكر أن وحدة منهم كان اسمها بيبي صباح وشاكين انها بنت الصباح وخذونها وموراضيين يفهمون أن أبوها اسمه صباح مو عايلتها ، بس وين اللي يفهم يجرون القوي والضعيف ، حتى نسمع صوت حرمة بالزنزانة اللي يمنا قاعدة تولد ياحرام ولا في احد معبرها ، تصرخ وتصرخ ويقول لها الضابط اذا ما سكتي راح اعرف اشلون اسكتك ، وكانت فقيرة تحاول تكتم صراخها ، ترجيت الضابط ينقلني زنزانتها وما بقى آية ما قريت عشان يوافق علي وبالأخير يالله يالله رضى ، ورحت لها وكانت ياحراااام شكلها يعور القلب ن ساعدتها وتعلمت من الدكتورة اللي كانت أسيرة معانا اشلون أولد كانت الدكتور تدور شي نظيف تحط فيه الياهل بس ماكان في ، المهم ساعدتها وحاولت اسحب الطفل منها وبعد معاناة طلع الياهل وكان شكله يهبل ، وكانت بنت وسمتها تحرير ، وبعد شهر على الموضوع يانا مجموعة كبيرة من الحراس وما هو أرواق وقالوا لنا ، انتو الحين عارفين أن الجيش الأمريكي دخل علينا وطالبنا برد مجموعة منكم لمنظمة الأسرى والمفقودين وعشان نحاول نسكت هذا الجيش الأمريكي الغبي لازم نرد جم واحد منكم ، وكنت ادعي ربي أن أكون أنا منهم ، ونادوا على الاسامي واحد ورا الثاني وكانت أم تحرير بينهم وكانت الفرحة مو شايلـتها ، وخذوا تقريبا 45 شخص ما كنت منهم ومر علينا اشهر على هالوضع لاحس ولا خبر وكل يوم يتبعون تعذيب شكل على بالهم هالشي راح يفيدهم ، منعوا عنا الأكل وكنا نسمع عن أموات ماتوا من الجوع وكل اللي يسوون العراقيين أنهم ياخذونهم ويقطونهم بره ياكلونهم الحيوانات ، صج كانو ما يعرفون ربهم .
صار سنة على وجودنا بالزنزانات وهما على نفس المنوال من وقت والثاني يبدلون زنزاناتنا بين بعض وما كنا نعرف شنو الحكمة ، وكانت ريحة السرداب عفنة لعدم وجود شبابيك فيها ، كنا نستغرب أن الأمريكان ما يعرفون مكانا لي الحين ، وان هيئة الأسرى والمفقودين ما سوو شي طبعا هذا لنكران العراق على وجود أسرى كويتيين لديها ، طبعا الوضع تأزم لقلت الأكل ومرات وايد ما في أكل ، طلعو قرار العراقيين أن يصعدون جم وحدة فينا تنظف مكاتبهم فوق والحوش الساقط مال الخندق كل يومين تطلع 3 حريم وطبعا ما كنا نسلم من تحرشاتهم لنا ، حتى اذكر أن يا حرام وحدة خذوها واعتدوا عليها بالمكتب ورودها مرة ثانية تحت ، قلوبهم ابد مافيها رحمة .
ومرت الأيام والسنين علينا والدنيا ما تدري أن في ناس محبوسة تحت الأرض ما كنا نعرف ليش ما يسألون عنا يمكن لأنهم ينكرون العراقيين وجود أسرى عندهم أو أن الكويت على بالها أن إحنا متنا لأن جثمان الأسرى الميتين وصلوا الديرة ، وكل يوم نفقد احد من الزنزانة وكل يوم نسمع نفس الصراخ والتعذيب وما كنا ندري ليش بعدهم يعذبونا شنو بيعرفون بعد ما تحررت الديرة ، حاولنا اثنين من الأسرى الهروب عن طريق أنهم يرمون الزبالة بره الخندق وينحاشون بس ماكو فايدة لأن الموضوع محاصر وردوا واحد مصاب برجله وواحد بكتفه من الرصاص يعني أي واحد يفكر ينحاش ماله إلا الموت أو الرجعة مجروح .
صارت آخر سنة 1998 وصار عمري 25 سـنة بـس اللي يشوفني يقول بوصل الثلاثينات ، يطريلي قبل النوم صورة أهـلي وصورة الحبيب وليد وأقول شمسوين اهما من بعدي ، كان ويانا وحدة بالزنـزانة اسمها أروى أمها سورية وأبوها كويتي ، كان سبب حبسهم لها انها ماشية بمسيرة نسائية وكانت احد افراد مقامة 25 فبراير ، بس محد علم عليها وكانو يبون يمسكون عليها شي ، قالتلي أنها ممكن تدبر طلعه عشان ننحاش بس لازم نفكر فيها عدل ، وبعد تفكير لمدة أسبوع لقينا طريقة ننحاش فيها حاولنا نوهم الحراس ان احنا نبي نزرع الارض عشان ناكل منها وصدقوا الموضوع وبعد مرور اسبوعين على خطتنا كنا نطلع يوميا نسقي الأرض ونحفر فيها وكان يساعدنا جم اسير بالحفر والري ، صار يوم تطبيق الخطة وكانت ان نحفر روحنا ببراميل الزبالة وكان طبعا الوضع جدا مزري وتطوع الاسيرين خالد وناصر انهم ما ينحاشون ويانا عشان يموهون للحراس ان في احد موجود وما يصير فقدان للعدد ، صار وقت وصول الشاحنة اللي تاخذ البراميل وشالونا ورمونا بدبة الشاحنة ، وكانت الريحة أبشع ريحة شميتها بحياتي بس المفروض نستحمل ، وضغطنا على روحنا ليمن عدت اميال واميال من موقع الحبس وما ان شفنا قرية صغيرة جدامنا رمينا روحنا بالارض وكانت اروى ترجع من لوعت الجبد اللي حاشتها ، محنا مصدقين عيونا ان الخطة انجحت والله عمى عيونهم عنا وان احنا قاعدين نمشي بحرية ، بس لا ننسى ان لي الحين احنا بالعراق يعني هم ماكو فايدة من اكتمال الفرحة ، حاولنا نختفى عن الانظار واول شي حبينا نسويه تغيير شكلنا عشان محد يتعرف علينا ومن عشرتنا مع الكلاب العراقيين عرفنا نتكلم مثلهم واحسن بعد .
لقينا بيت صغير حاولنا نطل من الدريشة فيه لقينا عجوز قاعدة تطبخ حاولنا ندخل عندها عشان نرتاح شوي دقينا الباب عليها وسلمنا عليها وطبعا راح نتكلم معاها عراقي عشان ما تعرف ان احنا كويتيين والمفروض محد يعرف ان احنا كويتيين ، قلت لها : خالة احنا تعبانين هوايا على مود سيارتنا اخـتربت هناك بالطريق واحنا مع المطر والتعب ملابسنا توسخت وتعابا ، اقنتعت العجوز بكلامنا وردت علينا : شوفو بناتي ، آني مره كبيرة ماعندي من العيال شي هذا وقتي كله قاعدة بالبيت وما اسوي شي ، حياكم اذا تريدون ملابس او اكل اكلوا وارتاحو عندي وكملو طريجكم بالسلامة .
قعدنا بدلنا ملابسنا عندها وخذينا من ملابسها القديم اللي يليق لنا وكلينا ودخلنا الحمام انا واروى عشان نقص شعرنا ونغير من شكلنا لأن كان شعرنا طويل وايد واحنا بنسوي تغيير كامل لنا قصيت شعري بوي واروى قصته كاريه وحاولنا نحط لنا حبات خالة على وجهنا لتغيير الشكل وطلنا من الخالة ملافع لنا لأنا احنا ما كنا متحجبين وقتها واذا لبسنا الحجاب راح يتغير شكلنا اكثر .
طلعنا وقلنا لها نبي سيارة توصلنا النجف ، قالت في محطة باص ممكن توصلنا اخر الشارع ، وبعد ما تشكرناها خذينا ملابسنا ودفناها بالارض بعد ما قطعناها قطع قطع ، لحقتنا العجوز وعطتنا ثىث دنانير وقالت لنا : انا اعرف ان انتو ما تملكون فلوس اخذوها والله يرزقكم من بعدي ن استغربنا ان بالعراق ناس قلبها ابيض اول مرة احد فيهم يعاملنا زين ، كملنا دربنا انا واروى وركبنا الباص ، قالتلي اروى انها بتتصل على خالها بسوريا عشان يدخل العراق ويحاول يطلعنا ، وصلنا النجف وقعدنا نحوس فيها طبعا السفارات الخليجية مسكرة بالعراق كلها راح اروى تدور تلفون بدق على سوريا ، بس كان في مشكلة انها ناسية الرقم والحين شنسوي ، كان ودي ادق على الكويت بس الخطوط مقطوعة بينا واذا دقيت راح يصيدونا فنسيت الموضوع ، ظلينا نفكر شنسوي قالت لي اروى : انا يا هديل اعرف العنوان عدل لأن احنا وايد نروح لأهل امي سوريا بس الرقم والله نسيته ، قلت لها ماكو الا ندش سوريا عيل .
اشلوووووووووووون ندش سوريا وما عندنا هويات بهذا الرد ردت علي اروى ، قلت لها كل شي له حل ، قعدنا نفكر وبالدينارين اللي بقى لنا شرينا لنا غدا وعشا ، الحين أنا وياج عرفنا نطلع من الأسر وما عرفنا نطلع من العراق لازم في شي يساعدنا ، حضرتني افكار جهنمية قلت لها شرايج نتعرف على شباب حوالينا ونوهمهم ان إحنا عراقيات منحاشين من اهلنا ونبي ندش سوريا نسترزق منها ، ويمكن يفكرولنا بطريقة ، طبعا استغربت الفكرة وقالت منو اللي بيصدقنا ، صح ما يصير نمسك احد ونقوله جذي وخلاص راح يطلعنا ، لازوم نفكر بعد اكثر احنا الحين بوقت ما نبي نغلط ولا غلطة تودينا ورا الشمس ، قعدنا نفكر ونفكر جانا شابين يتحرشون فينا ويسمعونا كلام غزل المهم قلت لها بصوت واطي اشرايج نقولهم دخلونا سوريا ونصير صديقاتكم ، قالت ما اعتقد يدور عليهم هالكلام ، المهم بديت انا واتشجعت ودار بينا هذا الحوار :
قلت لواحد منهم : اشرايكم نسافر مع بعض سوريا ونبسط عمرنا ونستانس هناك ، ما صدقو خبر ان احنا نطلب منهم هالطلب ووافقو على طول
ورد علي واحد وقال : والله احنا ودنا وآني عندي تجارة هناك اجيب من عندهم الفاكهة وابيعها ببغداد
قلتله : إي بس اكو مشكله نحنا هاربانين من بيتنا على مود اهلي ما يبونا نسافر ونشتغل بسوريا ، وعشان هجي نحنا هربنا وما معانا أي شي عن هوياتنا .
قالي : ما هي مشكلة حبوبة نطلع لكم بطاقة .
قلتله : أي مو نحنا ما نبي اسمنا على المنافذ على مو ابويا ما يلحقنا لي هناك .
قالي : ماعدنا مشكلة أي شي اثبا نزوره لج .
ونجحت الخطة ونطرونا يومين عشان يطلعولنا هويتـن بإسمين مختلفين انا صار اسمي ( عهود قاسم ) واروى صار اسمها ( ماجدة علي ) المهم رحنا وياهم منافذ سوريا ودخلونا بعد ما زخوهم فلوس وتعذرو لعدم استخراجنا جوازات سفر لأنها المرة الاولى اللي نطلع فيها من العراق ، المهم مشينا وياهم بالدرب وقالو ان راح نسكن وياهم بشقة ، بيني وبينكم خفت من الموضوع وحاولنا نفكر شنو نسوي عشان نهرب منهم ، طلبنا نوقف عشان نتغدى بمكان وشفنا لنا مطعم متواضع على الشارع ووقفنا ناكل فيه احنا وياهم ، كلينا وشبعنا وقلنا نبي نروح الحمام نغسل ايدنا وانحشنا من الباب الوراني للمطعم ووقفنا تاكسي كان قاط ناس عالمطعم وما صدقنا ان بالاخير قدرنا نفلت منهم ، عطت اروى صاحب التاكسي العنوان وودانا له وكان معانا شوية خردة عراقية عطيناه اياه وقلنا ان ما عندنا ليرات سورية ، ووقفنا عند عمارة بمنطقة المرجة بالشام قالت ان هذه عمارة اهل امها ، صعدنا لي الدور الرابع دقينا الجرس ، وافتحت الباب جدتها ام امها وعرفتها بنفسها من قوة الصدمة أغمى على جدتها وما صدقت اللي تشوفه ، حكينا لها اللي صار معانا وكل السالفة وكان شكل جدتها مبهور من الصدمة ، قلنا لها ان ما نبي احد يدري عنا لأن الكل نظنهم جواسيس ، إسألت عن خالها وقالت ان خالها بالخدمة عندهم يعني محبوس بالجيش وان جدها ما من سنة 1995 ، طلبت اروى من جدتها ان تكلم امها وما تقولها شي عنها وتمثل عليها انها مريضة وتبي تشوفها ، صار الموضوع وصدقت ام اروى ان الجدة مريضة وقالت لها انها يومين وتوصل سوريا .
رحت مع اروى السوق اللي تحت عمارتهم وشرينا لنا ملابس واغراض لنا لأن حالتنا كانت كسيفة ، ومروا هاليومين على أروى مثل السنتين ولما دق الباب دق قلب أروى معاه وراحت الجدة تفتح الباب وطلعت ام أروى وأخوها الكبير حمد ، سلمت الام على الجدة وقالت : شو ماما منَك تعبانة ولا شي شو بكي كأنو عندك شي بدك تأوليه إلي .
دخلو الصالون وتنحت أم أروى جدامها وما عرفتها لأن صج ملامحنا وااايد تغير ووجه اروى صار فيه دقة على خشمها والسبب ان احد الجنود كان يطفي سيجارته على وجهها ، دققت الام بأروى عدل ومن تكلمت اروى الا انهارت الام تبجي وتنوح واحضنت اروى حيييييل كأنه قلبها يحضنها قبل جسمها ، لدرجة ان خلت اروى تقعد على حضنها وييييييه تسع سنين ماشافو ولا كلموا بعض ، وقالت الام انها ظن ان اروى ماتت وكانو كل مرة ينكرون وجود احد عندهم ، وبعد مرور سويعات من استيعاب الام لبنتها ، عرفت اروى امها علي وقالت : يمه هذي صاحبتي هديل ومن غيرها لا قدرت انحاش ولا شي واهيا مثلي اسيرة كانت وياي عند العراقيين ، احضنتني ام اروى وحسيت بدموعي تذرف لأني حسيت معاها بحضن الام لبنتها وتذكرت امي معاها ، سألتني اذا حابة اكلم امي على التلفون او احضرها سوريا ، نهيتها عن هالشي وقلت لها اني ودي اروح بنفسي افاجأهم بوجودي .
رحنا مع اروى وامها واخوها السفارة الكويتية بسوريا ، وقابلنا السفير وقتها السيد عبدالرزاق الحمد ، وقصينا عليه قصتنا من الالف الا الياء وما صدق كلامنا وقال هذه حكاية الف ليلة وليلة ، وشرحت امي الموضوع وانها اصلا ما كانت مصدقة نفسه ، وقال انا لازم اتأكد اول ، طبعا هالشي من حقه طلب كشوفات اسامي الاسرى الكويتيين والمفقودين وفعلا لقى اسمي واسم هديل موجود باللائحة وطلب ان يرجعنا الكويت عشان يسوون لنا تحليل دم ويطابقونا عشان يتأكدون اكثر وطلب منا ان هالشي راح يصير سر تحت دائرة ( أمن الدولة ) وان محد راح يبلغ اهلي ولا باقي اهل اروى بوجودنا بالكويت وان الموضوع محتوم بينا احنا الاربعة ( انا واروى وامها واخوها ) ، وبيوم 25/5/1999 حددو وقت سفرتنا للكويت الغالية وركبنا انا واروى طيارة خاصة مملوكة للجيش الامريكي ورجعت ام اروى واخوها للكويت على الطيران العادي ، وبلغ السفير ام اروى ان بمجرد ما تخلص الإجراءات راح ترجع اروى لبيتها معززة ومكرمة .
وصلنا نطاق دولة الكويت وشفنا من فوق السما شكل الديرة الغالي ، آآآآآآآآآخ ولهت عليج يا ديرتي قلتها وكل حزن على فراقها ، مررونا على الابراج وشفنا الكويت قبل لا نهبط ، واحنا نحضن بعض ونبكي ، نزلت مطار الكويت الدولي وسمعنا الكابتن يرحب بعودتنا ، كانت في سيارة تنطرنا ومن ركبناها على طول حركت احنا ما همنا وين السيارة بتروح مادمنا بديرتنا وبالطريق نطل نشوف الديرة ونشوف العلم يرفرف مرة ثانية فوق ارضنا الحبيبة ، وصلنا مبنى موجود بالforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?ي وكان فيه امريكان وايد ، قعدنا على الكرسي المخصص لنا ووصل دكتور يفحصنا وياخذ عينات دم منا وراح ، ورجع لنا الدكتور مرة ثانية وقال هذه الأمور راح تطول ويمكن اطلب منكم عينات ثانية عشان جذي احنا متوفرة عندنا غرف وراح تقعدون جم يوم عندنا ، صار الليل ودخل علينا جندي كويتي ومعاه علبة كبيرة وقال هذه لكم وانتو تستاهلون لأنكم بنات ورفعتوا راسنا .
فتحنا العلبة الا ملابس واحذية وملابس داخلية من ام اروى مطرشتهم لنا عشان يكون عندنا ملابس كفاية ، وصور لأخوانها واهلها بعد ما كبرو ، المهم عدى الوقت المطلوب وقال لنا الدكتور نقدر نسلمكم لجنة الاسرى والمفقودين على اسا انكم الاسيرتين هديل واروى ومبروك تطابقت العينات
يتبع