أن المطالبة بإقامة إقليم جنوب بغداد التي يتبناها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يجب إن تناقش بكل وضوح وتدرس كل تفاصيلها ويعلن عن أسباب الرفض والتأجيل من قبل المعارضين ليطلع العالم والعراقيون على الأسباب الموجبة لهذين الأمرين وإلا ليس من السياسة إن يقول أو يدعي احد بان المطالبة بإقامة إقليم جنوب بغداد هي غير عملية في الوقت الحالي أو أنها غير ملائمة للتطبيق أو التحليل الأدهى بوصفها مغازلة لقرار بإيدن وللأسف لم نجد مبرر لهذه التصريحات سوى أنها إجابات على أسئلة تنم عن خبث سائليها أو عن سوء نوايا المحطات الإعلامية المسيسة أصلا.لم تكن دعوة بايدن إلى تقسيم العراق منطلقة من بُعد سياسي ضيق إنما نتيجة لدراسات عميقة أريد منها إقصاء المطلب الجماهيري والمبدأ الدستوري العراقي الذي يدعو إلى إقامة النظام الاتحادي -الفدرالي- في العراق باعتباره أفضل الأنظمة التي تحكم بلد كالعراق متعدد الطوائف والأعراق وما الدعوة إلى إقامة إقليم جنوب بغداد ألا نتيجة المآسي التي لحقت بأبناء هذا البلد جراء التسلط الفردي والتعصب الفئوي الذي حكم العراق لأكثر من 80 عاما ونجد لحد ألان دعوات إلى السيطرة الأحادي على مقاليد الحكم فيه.
أن ما مر فيه العراق خلال فترة الأربعة سنوات الماضية كان صراع بين فئتي الحق والباطل والخير إمام الشر وما أضفى بظلاله على البلاد من إرهاب واقتتال وبث الروح الطائفية كان بسبب عدم تكاتف أبناءه وسعي البعض من اجل مصالحهم الشخصية ودوافعهم الفردية التي تنم عن غايات هي محاولات للسيطرة على نظام الحكم في العراق والسير على ما سارة عليه سلفهم باعتماد المغازلات السياسية ومحاولات زرع الفوضى حتى في المحافظات الآمنة من اجل إشاعة عدم الاستقرار واللا أمان وبأعذار غير مقبولة منها كالضعف في الخدمات وقلة الأعمار مع علمهم بأن كل هذا بسبب أفعالهم أو هم الأسباب التي تقف حجر عثرة أمام تقدم البلد الذي يحاول أبناءه لملمت جراحهم وزرع المحبة والسؤدد بينهم ووضع الأسس المتينة من اجل بناء العراق الجديد والتي دائما ما تعارض بالموجات الإعلامية المدروسة الهادفة إلى تشويه رأي الشعب العراق بالدعايات التي كان نظام صدام المقبور يستخدمها من اجل بث الأفكار المسمومة والتي أكلت نضجها لفترة وباءت بالفشل عندما صدمة بالحقيقة وهي أن الشخصية العراقية تمتاز بالنباهة والذكاء الحاذقين واللذان لا يسمحان بمرور الأباطيل عليهما لذلك فان الذين يحاولون تغييب الحق مقابل تصحيح صورتهم فاعتقد بالنتيجة تكشف كل حقائقهم الزائفة أمام العالم وتظهر الوجوه المتلونة لهم.
وفعلا لدينا تجربة الانتخابات الأخيرة في كانون الثاني عام 2005 والتي حظيت بدعم وتأييد المرجعية الرشيدة متمثلة بسماحة الإمام السيستاني وباقي العلماء الإجلاء - دام ظلهم - قد حاول البعض تغييب هذا الدور السامي لعلمائنا الإعلام وجني ثمار الانتخابات لمصلحة من يتصيدون بالمياه العكرة والذين كشف العراقيون نواياهم وسوف يخزيهم التاريخ ويذهبون إلى حيث لا رجعة بعد ذلك.
أن الدعوة لإقامة إقليم جنوب بغداد والأقاليم بالمناطق الأخرى جاءت بعد ما نال الشعب العراقي الويلات من الحكومات المركزية التي تسيطر بالحديد والنار وان محاولة أقامة النظام الفدرالي في العراق لا تعارض اتحادية الدولة لكنها مجرد نظام يسير الأمور بانسيابية عالية ويسهل العمل والتطبيق وإما من ناحية مقارنته بالتقسيم فهذه دعوات باطلة تحاول عرقلة بناء العراق وإلا لماذا تم التصويت عليه في البرلمان العراقي وليس فقط المجلس الأعلى والحزبين الكرديين هم من يدعما هذا النظام فان ثمانية أعضاء من القائمة العراقية صوتوا عليه وهناك الكثير من الأحزاب داخل الائتلاف العراقي الموحد والتوافق قبلوا بهذا النظام وتم تأجيله منذ أكثر من سنة ونصف وألان جاء الموعد الذي حدده البرلمان لذلك فبدأت المطالبة الجماهيرية بتطبيقه ليتفأجى العالم بان بعض من صوتوا عليه بدوا يحاولون وضع العراقيل أمام تنفيذه أو يعتبرونه مغازلة لرأي بإيدن الذي لا يتجاوز عمره الشهر متناسين أنهم دعوا لإنشاء إقليم الجنوب أو – إقليم سومر - أو إقامة أقاليم المحافظات وقد رفضت هذه الأفكار التي تنبه العراقيون إلى أنها أمارات خاصة بدعاتها.
وان إقليم جنوب بغداد والذي يضم تسعة محافظات على أساس جغرافي تاريخي ويؤمن أقامة أقاليم أخرى على غراره غير مبنية على أسس طائفية أو عرقية أصبح في نظر البعض غير عملي التنفيذ أو ليس ملائم أو يغازل أراء قصيرة العمر مرفوضة الفكرة جملة وتفصيلا هذه الأفكار يجب أن تفضح نواياها وتكشف حقائق متبنيها لأنها قد ترجع العراق إلى ما بعد إعلان الحكم الملكي الذي أسس الظلم والاستعباد في العراق.
بقلم عمار العامري