فراتي... الهوى
فراتي... الهوى
يُمازحني وَيَعْـرِفُ باكْتئابِـي
وَيَعْصرنُي وَيَشْرَبُ مِنْ عَذَابِي
***
وَيَقتلُني بِرِفقٍ كُلَّ... يَومٍ
وَيَضْحَكُ عِنْدَمِا أبكِي مُصَابِي
**
أُعَاتِبُهُ فَلا يأبَى لِقَولِي
وَيَتركُنِي يَبَابًا فِي يَبَابِ
**
أُخَاصِمهُ فَيَطرق كُلَّ ضِلعٍ
كَأنَّ بِهِ حَريقًا مِثْلَ مَا بِي
**
وَيَعرِفُني قَتِيلُ الشَوقِ أَهْوَى
حِسَان الغِيدِ بِالشَهْدِ المُذَابِ
**
فَكَمْ عَانَيتُ مِنْ غَدْرٍ وَهَجْرٍ
أَلا تَبًا لِثَارَاتِ ........الكِعَابِ
**
فراتي الهَوَى مَا زَالَ قَلْبِي
يُغَنّي لِلهَوَى فِي كُلِّ بَابِ
***
أَلا يَا صَاحِبِي يَكْفِي شِجُونًا
أَلا يَا صَاحِبِي يَكْفِي التَصَابِي
**
سِنِينُ العُمرِ تَمْضِي فِي سكُوتٍ
لِتَتْرُكَ خَلْفَهَا وَهْمَ .....السَرَابِ
**
وََهَذَا الحُزْن يَنْخُرُ فِي جَبِينِي
لِيُعْلِنَ مَا تَبَقّى مِنْ ....شَبَابِي
**
لَقَدْ أَودَعْتُ قَلْبِي فِي يَمِينِي
وَنَارُ القَلبِ تَقْتُلُ كَالحِرَابِ
**
أَرَانِي اليَومَ فِي وَطَنِي غَرِيبًا
أُنَادِي وَالصَدَى رَجعُ الجَوَابِ
**
أَرَى دَمهُ يَسِيلُ بِلا مُغِيثٍ
وَسَعْفُ نَخِيلهِ يبكِي الرَوَابِي
**
تَقَاسَمَهُ اللصُوصُ بِلَيلِ غَدْرٍ
وَأَصْبَحَ عَالِيًا نَبْحُ ....الكِلابِ
**
أَحُسُّ دَمِي وأَوردَتِي تُنَادِي
أَلا تَبًا لأنيَابِ ......الذِئَابِ
**
أَلا تَبًا لِمَنْ بَاعوا ...وَخَانُوا
وَمَنْ دَفَنوا الكَرَامةَ بَالتُرَابِ
**
أَحنُّ إلى لِقَاءٍ فِيهِ أُمّي
تُعَاتِبُنِي وَتَغْفرُ لِي غِيَابِي
**
إلى وَطَنٍ أُعَانِقهُ بِشَوقٍ
إلى طَلعِ النَخِيلِ إلى القِبَابِ
**
فَمَاءُ فُرَاته يَرْوي حَنينِي
وَيُنْعِشُني –بصدْقٍ-حَرُّ آبِ
**
أَنَا المُشتَاقُ بَينِي أَلف بَحْرٍ
أَيَعْْذِرُني إذَا طَالَ احتِجِابي؟
**
سَأبْقِى رُغْمَ هَذَا الحُزْنِ أَشْدُو
فراتي الهَوَى هَذَا انْتِسَابِي
***
علي ابراهيم
موضوع: فراتي... الهوى الأربعاء ديسمبر 30, 2009 6:00 am