نحن والغرب
ملاحظة : هذه القصص هي حقيقية ولكن نحتفظ بالاسماء بسبب الخصوصيات
1-ابو علاء
ابو علاء مهندس عراقي تخرج في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الميكانيكية في بداية التسعينات من القرن الماضي وانا شخصيا تعرفت عليه هنا في بلاد الغربة عن طريق الالتقاء ببعض الاصدقاء العراقيين .
ابو علاء مثلما يدعي بان اباه واحد اخوانه تم اعدامهم في عهد المقبور ولكن لم يذكر سبب الاعدام ولكنه كثيرا ما يذكر الشيعة والسنة ونحن نحاول ان نفهمه باننا عراقيين ولافرق بين الشيعي والسني والمسيحي والكردي والتركماني فلقائاتنا جميعا مبنية على تبادل الاحترام والخصوصية التي تجمعنا هي الخصوصية العراقية فقط.
استقر في هذا البلد ومنحته الحكومة دارا للسكن بايجار رمزي وهو في الاساس لايعمل ولديه زوجة وخمسة اطفال اكبرهم في الثانية عشر من عمره انذاك اي قبل حوالي ثمانية سنوات والدولة هنا تدفع الكثير من الاموال للاطفال ولم يحاول ان يتعلم اية مهنة بالرغم من التقائه باحد زملائه الذين قد تخرجوا في نفس الجامعة وبفترة قريبة من فترته وقد نصحه زميله بان يدرس مواضيع معينة ليستطيع ان يحصل على اجازة فنية مثلما فعل هو لان الشهادات العراقية ما بعد عام 89 لايعترف بها اساسا ولكن غضب وهاج وماج وافتعل ازمة مع صديقه وزميله ولطبيعة الحال مثل هذه الامور تؤثر في العلاقات الاجتماعية مع الجميع لانه شخص غير معروف بينما زميله هنا منذ زمن وهو مستقر ويعمل بنشاط الى ان امتلك ورشة خاصة به لاصلاح السيارات والكثير من العراقيين يتعاملون معه.
بالرغم من الاموال الطائلة التي ياخذها من الدولة فدائما ما يشتكي وقدم للعمل عن طريق احدى الوكالات فتم تشغيله في احد المعامل لصناعة الاجبان ولكنه رفض البقاء في المعمل لان الغالبية من العمال هم من الهنود ولو اننا لدين اثنان من مسؤولي الوجبات في هذا المعمل عراقيين ولكن هو فال اتريدوني ان اعمل مع الهنود وكان المعمل يعطي اجرا وقدره 12 دولار في الساعة بينما هو فضل البقاء على الولفر او الضمان الاجتماعي وعمل ب7 دولارات في احدى محطات البانزين ولكن عمل بالكاش اي دون ان يدفع ضرائب بسبب المعونة الحكومية .
في احد الايام كنا جالسين كمجموعة وغالبا ما نتحدث في امور عديدة وجاء الحديث عن المذاهب التكفيرية والاعمال الغير انسانية والتي تسئ بالمسلمين بشكل عام فقال والله العطيم حرام مثل هذه البلدان التي تمتلك مثل هذه الخيرات ان تكون بيد الكفار فرد عليه احد الاصدقاء قالا يا ابو علاء بلادنا خيراتها اكثر بكثير مما تراه هنا وهي بيد مسلمين فاين وصلنا ولماذا لا تعود الى هناك وتعش عالة على الكفار وفي بلادهم التي احترموك فيها وعاملوك كانسان بينما بلادك اعدمت ابان واخاك وهربت منها سعيا للوصول الى الكفار وها انت تعيش في نعيم وبدلا من تشكر الله فانت تدعي على من احسن اليك فرد ابو علاء قائلا وباللهجة العراقية : اي روح اشتكي علي
الانسان وطرقة تعامله مع الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه لابد ان يكون مثل المرآة التي تعكس واقعه الخاص ، وكثيرا ما نرى اشخاص من شاكلة ابي علاء فبسبب هذا النوع من التعامل والذي في الحقيقة يقلل من قيمة الانسان العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص وبالرغم من النصائح التي تم ابدائها له وهو لازال دون الاربعين من العمر ولكنه قاطع اغلب العراقيين وابتعد عنهم وتقرب الى بعض العرب الفلسطينيين الذين هم على شاكلته والمشكلة التي يعاني منها اليوم هو انه يريد ان يكفل اقربائه الذين يعيشون في سوريا ولكنه لايستطيع لانه لم يعمل ويعيش على المعونات وعليه ايجاد خمسة كفلاء واغلب الذين يعرفونه قد اغلقوا الباب في وجهه لانهم يعرفون بانهم سيتورطون مع اقربائه وطلب مني ان اساعده قبل يومين وقلت له يا ابو علاء لو وجدت الاربعة الباقيين انا مستعد للمساعدة ولكن كيف ستستطيع ان تساعدهم انت هنا وانت لا تعمل وبطبيعة الحال الكفالة تبقى لمدة سنة واحدة وبعدها ستسقط اوتوماتيكيا ولكن لابد من الصرف على هذه العائلة لمدة السنة وغالبا ما يتكفل الافرباء هنا بمعيشتهم ولكن من على شاكلة ابي علاء لايمكن الاعتماد عليهم والخوف من ان يتورط الانسان فسيكون الضغط علينا ككفلاء ونحن ايضا اصحاب عوائل .
فاريد ارائكم في من هو على شاكلة ابي علاء وكيفية توجيهه الى الشكل الصحيح او كيف التعامل معه ؟
رد مع اقتباس
