كل الدلائل تشير إلى أنسحاب محتوم للقوات الأمريكية من العراق على ما يبدوا بنهاية العام الحالي. ومع أقتراب موعد الأنسحاب فأن الكثير من العراقيين والأمريكيين على السواء يشعرون بالقلق على مستقبل بلدنا. فالبعض منا يتسأل عما أذا كان الأنسحاب الامريكي يعني ببساطة تخليا عن العراق وتركنا لمصير غير مجهول. ويعتقد البعض الأخر أن العراق ليس جاهزا لرحيل القوات الأمريكية بسبب التهديدات المستمرة من قبل الأرهاب والعنف الطائفي أو بسبب المشاكل التي يشهدها الشرق الأوسط.

لقد قام نائب الرئيس الأمريكي جو بيدن بزيارة العراق الأسبوع الماضي وجلس مع المسئولين العراقيين ليناقش مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية وعما أذا كان العراق يعد جاهزا للقيام بالدور الصعب المتمثل بخدمة والحفاظ على أمن الشعب العراقي.

ولقد التقي بيدن خلال جولته بشكل منفرد مع كل من رئيس الوزراء العراقي والرئيس العراقي جلال الطالباني, كما التقى بمسئولون أخرون من الحكومة العراقية ومن الجيش الأمريكي. وقال بيدن أثناء لقائه مع حشد من القوات الأمريكية, "أني أعتقد أننا قد حققنا تقدما ملحوظا اليوم," وأضاف بيدن بقوله أن الشعب العراقي " وأنا أدعي أنه ولأول مرة في تاريخيه يقف على شفا بناء بلدا ديمقراطيا ومزدهر وقادر على الأستمرار بأذن الله. ومن الممكن أن يكون له تأثير درامي على المنطقة بأكملها."

وقد قال على الدباغ المتحدث الرسمي بأسم الحكومة العراقية أن كلا من المالكي وبيدن أكدا يوم الخميس الماضي في أول أجتماع لهما بعد تشكيل الحكومة العراقية الذي تم الشهر الماضي علي التزامهما برحيل القوات الأمريكية من العراق مع نهاية العام الحالي. وقال الدباغ كذلك أن محادثات بيدن والمالكي لم تشمل موضوع الأنسحاب لأنه موضوع منتهى, وبدلا من ذلك فأن المحادثات قد ركزت على العلاقات الأمريكية العراقية والحاجة لتأسيس علاقة أستراتيجية طويلة المدي.

ويقول المسئولون الأمريكيون أنهم الأن يقومون بدراسة وسائل متعددة لتقديم مساعدات عسكرية للعراقيين بدون وجود قوات بشكل رسمي في البلاد. ويتوقع أن وزارة الخارجية الأمريكية سوف تلعب دورا قياديا في الأشراف على عدد صغير من المدربيين من بين صفوف العسكريين الأمريكيين ومن بين المدربيين المدنيين التابعيين للشركات الخاصة.

وقد قال بيدن أثناء حديثه مع بعض الصحفيين والذي تم قبل لقائه مع الرئيس الطالباني إن عراق ديمقراطي وغني سوف يعتبر, " أفضل شيئ أسترايجي قد يحدث على الأطلاق للولايات المتحدة في المنطقة." وأشار الطالباني كذلك بعد الأجتماع إلى أن العراق يعد الأن أقوي من كل الفترات السابقة وهو يدخل مرحلة جديدة من تقوية علاقته مع بقية العالم.

وقال الدباغ أن المالكي أبلغ بيدن أنه متحمس لتعزيز الأتفاقية الأطار الأستراتيجية بين البلدين, والتي تم التوقيع عليها مع الأتفاقية الأمنية وتمهد للتعاون بين العراق والولايات المتحدة في مجالات متعددة بما فيها الأمن. وكانت المفاوضات بصدد تلك الأتفاقية قد توقفت بشكل مؤقت في أنتظار تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وأضاف الدباغ, " أن التركيز الأن على أتفاقية الأطار الأستراتيجي."

نحن العراقيون أقوي وأفضل الأن من السابق ويمكنا أن نتحمل مهام الأمن في بلدنا بمساعدة القوات الأمريكية أو بغير مساعدتهم. وعلي أي حال أنه من الواجب علينا الاستمرار في دعم حكومتنا وقواتنا الأمنية حتي يتمكنوا من القيام بهذه المهمة ويوفرون الأمن والسلام لنا جميعا