(نريد أن نقتل الوقت) .. نريد أن نتخلص من الفراغ ...(الوقت ممل .. إنه يمضي ببطء).
تطرق آذاننا هذه العبارات بين الفينة والأخرى , ولكنهاتتردد على مسامعنا بكثرة كلما حل
موسم الاجازات فتثير في أنفسنا جملة من التساؤلات :
هل أصبح الوقت رخيصاً عندنا إلى هذه الدرجة ؟
هل الفراغ حقيقي أم وهمي؟
هل هو سوء استغلال أم مسألة وعي ؟
والحقيقة أن الوقت أغلى شيء في حياة الأمم والشعوب أغلى من المال وأغلى من الذهب
وأغلى من كل كنوزالأرض التي لو انفقت على أن تعيد اللحظة التي مضت
أو الدقيقة التي انقضت ما اعادتها , لأن الوقت هو الحياة
دقــات قلــب المـــرء قاتلــة لـــه .............
..............إن الحيــــاة دقائـــــق وثــــــــوان
فحياة الإنسان مركبة من هذه الدقائق والثواني التي يهدرها بلا ثمن ويفرط فيها بكل سهولة.
الوقت في حياة المؤمن لا يقدر بثمن , لأن مصيره في الآخرة
مترتب على مايقدم في حياة الدنيا وفي سنوات عمره الذي منحه الله اياه .
يقول عليه الصلاة والسلام
(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه , وعن عمله فيمَ أبلاه )
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وإذا عرضنا قضية الوقت على كتاب الله نجد أن القران الكريم
قد أولى مسألة الوقت أهمية قصوى وأنزل منزلة عليا.
فقد أقسم الله تبارك وتعالى بفترات كثيرة من الزمن فأقسم بالليل وأقسم
بالنهار وببعض فترات النهار كالفجر والضحى والعصر(والفجر وليال عشر)
وقال تعالى (والضحى والليل إذا سجى) .وقال تعال( والعصر إن الإنسان لفى خسر).
وإذا أقسم الله تعالى بشيء فإنما لكي يلفت أنظارنا إلى أهميته ولكي يشعرنا بقيمته.
ويقول عليه الصلاة والسلام :
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس :الصحة والفراغ )
رواه البخاري .
فالوقت نعمة من نعم الله على عباده ,وعلى العبد أن يشكر مولاه أن هيأ له
سعة من الوقت وفراغاً من الشغل وأن يحرص ألا يفرط فيهما .
وقد أرشدنا تبارك وتعالى (فإذا فرغت فانصب , وإلى ربك فارغب)
أي فإذا فرغت يامحمد من دعوة الخلق , فاجتهد في عبادة الخالق ,
وإذا انتهيت من أمور الدنيا , فاتعب نفسك في طلب الآخرة واجعل
همك ورغبتك فيما عند الله , لا في الدنيا الفانية.
وبنظرة سريعة إلى الواقع الذي نعيشه نجد أن شكوى بعض الناس من الفراغ أو الملل من الاجازة ,
إنما مرده إلى سوء تنظيم الوقت أو عدم التخطيط المسبق لقضاء وقت الاجازة
عند بعض الناس لا تعد كونها سهر بالليل ونوم
طوال النهار , وهي عند آخرين لهو ولعب واكل وشرب ..
فلا تلاوة قرآن , ولا ذكر ولا قراءة ولا زيارة للأهل والأقارب ولاصيام ولاقيام.
وفي الختام دعونا نتوجه بالنداء إلى كل الذين لا يقدرون قيمة الوقت
ونقول لهم إن الوقت ثمينن فاستغلوه ولا تقتلوه , فإن الوقت فعلاً هو الحياة.
تحياتي للجميع