:
"افتقدك اليوم عن ليلة امس..
وانا انام جنيناً وتحتضنني يدك وانت
كالمتسلق على شجرة التفاح
تحاول ان تقتطف بناني بشفاه من عسل..
فكيف بك والتفاح وشفاهٍ مشبوقات بالعسل!
هكذا.!!
هكذا اراك طفل لاتتجاوز السنتين
او الثلاث او الاربع...
اعشقك..
اموت فيك..
واهواك بكل قوايَ..
اتناثر خريفا على مراسم اجواءك
حتى تبتلعنا ازقة الامكنة وفروع الاجواء
واركان الفضاءات..
اخاف رغم ذلك من عينيك..
تسلبني وقوفي وتماسك اوصالي..
فاتساقط مطرا من السماوات..
فأبلل الارصفة بمزامير اللحن الباهر يا بُهرة العيد
اعشقك اعشقك بلا دليل..
فهل تسأل الرصاصة عن القتيل..
ام سُئِل المجنون عن كيف الرحيل..؟
رغم صحراءي بلا قوافل.
لم يناحرها الماء..
لم يعالجها الدواء
حطّت طيور عينيك وناغت الاصداء
ورسمتني حبا على تقاسيم الاجواء
رايتك بدرا وزهرة ليلية نهارية
يا زهرتي العبقة..
حينها عرفتُ انسانيتي
فنطقتُ اسمك اول الاسماء..
بخور فراشك كريستالي..
ينيرني قبل ان يعطرني..
فيه خصال الجمال وكمال العشق والفقدان..
انا يا مولاي لستُ مجرد احاسيس
تنطق من خلال الاوراق..
انا يا سيدي ثورة عند الاشتياق
نمارق منك تطوف حولي
فتأخذني من عناق الى عناق..
فزر الف مدينة واشرب انواع الحلائل وتزمل باشهى الاعاصير من كرنفال دواليبي
انا زهرة الوادي عشب اخضر
سَحَرَ عيون طفلة ٍ لعبت وضحكت
عنّت وركضت وحلقت..
الى ان تعبت وتعرَّق جبينها
فافترش لها الورد الاصفر وسائدا وسكوناَ
فكانت لها الايام امّاً وكنت انا لها شريكتا..
رغم الاقنعة وزيف الذين حولنا
صمتت الاسلحة وهزمت العيون القمص..
لانك احببتني بصدقٍ ووفاء..
ورغم مطبات الزمن كان لنا الزمن
لانك كسرت اليأس ولبست اسمي بتفائل..
فانتهت الحرب ..لانكِ بدايتي ونهايتي
من المفترض ان اكون لك وعاء سلام
لكنني وجدتك سحر ضمّ وشجن ذراع
حنون رائع رائد..
فبقيتُ اتوجع بشوق واتلذذ بوجعي الجميل..
يبدو لي ان الحاسدين كثر..
فلم يؤت العسل من غير مشقة
ولم ترفع رايات النصر من غير شهادة
ولم اخض الغيوم والعواصف الا لاجل نصفينا..
فكنتُ لك تضحيات وكنت لي فداءات..
وحق الذي احيا العضام وهي رميم
وحق الذي رفع السموات بلا عمد
وحق الذي ابكى العيون وجملها بالدمعِ
وحق الذي جمّل الشفاه بالابتسامة
وحق الذي خلق لغة الصمت
وحق الذي جمعنا بالحبِّ العفيف..
اني احببتك حبا لا اعلم سره قطُّ
لكني استمدّ قوته من قلبك,
مما راق لي