تداعيات الاحداث في مصر

أن المراقب الخبير للاحداث في مصر يرى صورة ضبابية تخفي وراءها أهوالا قد يرى ابناء مصر انها بعيدة الحدوث عن بلادهم ، فقد اعتادوا على العيش السلمي فيما بينهم ، خصوصا وأن المجتمع المصري لاتغلب على تركيبته الصبغة العشائرية التي يرى البعض فيها مرضا ينخر في جسد الدول ، لكن في مصر هناك روح قلقة تهيمن على العقلية المصرية منذ تأسيس الجمهورية الناصرية ، فمن ناحية نرى مجتمع منفتح مرح لايحمل السمة الدينية في تصرفاته ، ومن ناحية اخرى ، نرى مجتمع راديكالي متشدد ولد ابو حمزه المصري والدكتور ايمن الظواهري ، وبين الوجهين تصبح العقلية المصرية قلقة مرتبكة بين الدين والدنيا .
قبل ايام عرضت احدى القنوات العربية لقاء مع احد رجالات التشدد في الموج المصري هذه الايام يدعى عبود الزمر ، وهو رجل عسكري سابق شارك بالتخطيط لأغتيال السادات ، مع توالي الاسئلة على عبود الزمر حاول هذا الرجل ان يبين وجه حضاري وتقدمي هو بعيد كل البعد عنه ، فأشار في معرض حديثه بأنه وجه خطابا الى ايمن الظواهري يحثه فيه على تجنب العمل الجهادي في مصر لان مصر بلد سياحي يحتاج للسياحة ( لم يخبرنا الشيخ عن رأيه في سواح شرم الشيخ وهل هم من أبناء السلف الصالح ) وأن على القاعدة القيام بعمليات في البلدان المتوترة كأفغانستان والعراق !!! ( بالمناسبة اليوم وقع تفجير في فلوجة الاسلام ورأس الجهاد في بلدان العرب فهذه البقعة المباركة لم ولن ترضى أو رضيت بمحتل أكان سائحا او عسكريا ، فما هو رأي الشيخ عبود الزمر بشهداء الفلوجة ؟؟؟؟؟؟؟؟ ) لان هذين البلدين حسب تعبيره غير مستقرين .
أضافة الى قيادات كثيرة خرجت من السجون السياسية ، والكل يدعي وصلا بليلى ، فالكل يدعي بأنه الاحق في تولي زمام ارض كنانة ، وللكل هناك اعوان ومريدين ، ولعل المثقف المصري يطرح سؤال يلح على خاطره كلما ذهب للنوم : ماهو مصير العلمانيون ؟ وهل لهم موطئ قدم في هذا البلد لكي يديروا الدفة مع الباقين ؟.
ولابد من تدخل دول الجوار في الشارع المصري ، فمن غير الممكن أن تترك السعودية مزرعة ضخمة كمصر بأيدي اعداء محتملون كحزب الله الذي دلت مؤشرات على وجود عناصر من كوادره داخل البلد ، ومن غير المعقول ان تترك اسرائيل الحبل على الغارب ، فوصول أناس مثل الاخوان ونظرائهم الى السلطة من المؤكد ان يكون هذا الوصول حجر عثر على طريق سياح كامب ديفيد ، ولعل بشائر وصول كتائب الفاتحون هو بهدم الاضرحة التي تعيق تفكير فلاسفة السلفية ، فلا تفكير مع وجود قبر اعلى من الارض بشبر وأصبعين !!

لماذا اغتلت فرج فوده ؟
القاتل : لانه كافر
ومن أي كتاب من كتبه عرفت انه كافر ؟
القاتل : أنا لم أقراء كتبه
كيف ؟!
القاتل : أنا لا أقراء ولا أكتب
هذا ما دفعني لكتابة هذا الموضوع ، فأثناء التحقيق مع قاتل فرج فوده أتضح بأن قاتله لايقراء ولايكتب .
مثل هذه النماذج سوف تصعد شأنا أم ابينا ، لان المطلع على الوضع المصري يرى بأن هناك توجه كبير نحو الدين وخصوصا الدين ( السعودي ) ولا أعرف مالذي يدفع الناس لترك الازهر الشريف ! الازهر هذا الصرح الذي قاد المسلمون في مشارق الارض ومغاربها يوم لم تكن هناك أرض مكتشفة بأسم السعودية ، ولكم بأن تشاهدوا ملابس بعض رجال الدين المصريون الذين يماشون بملابسهم أهل نجد والحجاز .. عقال و يشماغ .. والعقل زينه !!!!
السيناريوهات كثيرة ولكن من ابرزها هو سيناريو الاخوة الاعداء ، وسيناريو من ليس معي فهو ضدي ، هذه الاستراتيجيات تطورت مع مرور الوقت ، وصار هواتها محترفون ، فمن لم يعجبك فهو كافر .. مخازن الجيش تعرضت للنهب ... ضياع كمية متفجرات ... بم بم .. طار المعارض على يد مجهولون . ظهر معارض اخر وبذالك الوقت الكل يجلس على منصة الحاجة ام الاختراع . وتصوروا أن اللاعبون كثيرون ، والمتنافسون اكثر ، والمتفرجون متعصبون .. مسلمين كانوا او اقباط .. والكل يريد الغلبة ... فمن الذي سينتصر ؟ وما يضمر الغد لمصر ام الدنيا ؟