أقام البنتاغون مراسم وداع علنية في ولاية كنتاكي لنحو 600 من عناصر الكتيبة 1204 للدعم الجوي قبيل مغادرتهم للخدمة في العراق حيث أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، الأحد، بأنها سترسل خلال الأسبوع الحالي 600 جندي من عناصر الحرس الوطني الأميركي إلى العراق لدعم الغطاء الجوي خلال عملية انسحاب القوات القتالية من البلاد والتي من المتوقع أن تنتهي نهاية العام الحالي.

وأكدت مصادر في البنتاغون أن الجنود الـ 600 سيتوجهون إلى العراق خلال أيام وستوكل إليهم مهام توفير الدعم اللوجستي والصيانة ودعم الإشارة للواء طيران قتالي سيقوم بتأمين انسحاب القوات الأمريكية من العراق ضمن عملية الفجر الجديد.
يتوزع الجنود الامريكان في أماكن متفرقة من البلاد، ومن المتوقع أن يتم سحب القوات الامريكية في غضون نهاية العام بحسب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة في حين ما يزال التفاوض جار بين بغداد وواشنطن على طلب بقاء خبراء عسكريين أميركيين للمساعدة على تدريب مختلفة قطاعات الجيش والشرطة العراقية.

من المقرر ان تغادر القوات الامريكية العراق بحلول 31 كانون الاول بموجب اتفاقية امنية بين البلدين وذلك بعد ثماني سنوات الاطاحة بنظام صدام حسين. وتتحول مهمة الجيش الامريكي الى مهمة اسداء النصح والمشورة لقوات شرطة وجيش العراق البالغ قوامها 660 الف فرد بعد ان انهى العمليات القتالية في اب الماضي.
لقد تم بالفعل أن الجزء الأكبر من متطلبات الانسحاب الذي تنص عليه الاتفاقية الامنية وهو إغلاق القواعد الامريكية والمنتشرة في مختلف المدن العراقية ، كما أن أجزاءً كبيرة من المعدات والأغراض اللوجستية قد تم نقلها وأُخرجت من القواعد التي سلمت إلى السلطات العراقية لتكون مقرات لقوات الجيش والشرطة وقد تم تسليم بعض القواعد كاملة بمعداتها. ان انسحاب القوات الامريكية الى خارج العراق وفقا للاتفاقية الامنية هو من اهم المطالب الوطنية العراقية, بالرغم من تشكيك الكثيرين باحتمالية الانسحاب و قيام القوات الامريكية بايفاء وعدها, ولكن الايام اثبتت عكس ذلك و ها نحن نرى سيادة كاملة للجيش العراقي داخل جميع المدن العراقية.

ان هذه الخطوة هي تاكيد لقدرة العراقيين على تسلم زمام الأمور في كل أنحاء العراق، و اتمنى ان تكون وحدات الجيش و الشرطة العراقية على درجة عالية من اليقظة والحذر و ان تقوم باحباط المحاولات التخريبية التي تستهدف تقويض الاستقرار و خلق الفوضى. ان باستطاعتنا ان نضمن امن العراق وذلك بضمان دعم الشعب لقوات الامن كافة و بتقوية الثقة المتبادلة بين الشعب و قوات الامن. لذلك فان الامر يتطلب منا جميعا ان نعمل و بشكل جدي على بناء بلدنا و تطوير نظام الحكم و تثبيت الامن و عدم اعاقة عملية الانسحاب او مهاجمة القوات المنسحبة لان هذا سوف يودي الى بقاء القوات على عكس ما يعتقده البعض بان مهاجمة القوات المنسحبة سوف يؤدي الى الاسراع برحيلهم.