الحمد لله ولي الحمد واهله وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وصفوته من رسله يقول البارئ جل وعل في محكم تنزيله إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) النور يقول العلامة محمد الفاضل بن عاشور تغمده الله بواسع رحته في تفسير هذه الاية الكريمة لما حذر الله المؤمنين من العود إلى مثل ما خاضوا به من الإفك على جميع أزمنة المستقبل أعقب تحذيرهم بالوعيد على ما عسى أن يصدر منهم في المستقبل بالوعيد على محبة شيوع الفاحشة في المؤمنين؛ فالجملة استئناف ابتدائي ، واسم الموصول يعم كل من يتصف بمضمون الصلة فيعم المؤمنين والمنافقين والمشركين ، فهو تحذير للمؤمنين وإخبار عن المنافقين والمشركين .
وجُعل الوعيد على المحبة لشيوع الفاحشة في المؤمنين تنبيهاً على أن محبة ذلك تستحق العقوبة لأن محبة ذلك دالة على خبث النية نحو المؤمنين . ومن شأن تلك الطوية أن لا يلبث صاحبها إلا يسيراً حتى يصدر عنه ما هو محب له أو يُسَر بصدور ذلك من غيره ، فالمحبة هنا كناية عن التهيؤ لإبراز ما يحب وقوعه . وجيء بصيغة الفعل المضارع للدلالة على الاستمرار . وأصل الكناية أن تجمع بين المعنى الصريح ولازمه فلا جرم أن ينشأ عن تلك المحبة عذاب الدنيا وهو حد القذف وعذاب الآخرة وهو أظهر لأنه مما تستحقه النوايا الخبيثة .
وتلك المحبة شيء غير الهمّ بالسيئة وغير حديث النفس لأنهما خاطران يمكن أن ينكف عنهما صاحبهما ، وأما المحبة المستمرة فهي رغبة في حصول المحبوب . وهذا نظير الكناية في قوله تعالى : { ولا يحض على طعام المسكين } [ الماعون : 3 ] كناية عن انتفاء وقوع طعام المسكين . فالوعيد هنا على محبة وقوع ذلك في المستقبل كما هو مقتضى قوله : { أن تشيع } لأن ( أن ) تخلص المضارع للمستقبل . وأما المحبة الماضية فقد عفا الله عنها بقوله : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم } [ النور : 14 ] .
ومعنى : { أن تشيع الفاحشة } أن يشيع خبرها ، لأن الشيوع من صفات الأخبار والأحاديث كالفشو وهو : اشتهار التحدث بها . فتعين تقدير مضاف ، أي أن يشيع خبرها إذ الفاحشة هي الفعلة البالغة حداً عظيماً في الشناعة .
ومن أدب هذه الآية أن شأن المؤمن أن لا يحب لإخوانه المؤمنين إلا ما يحب لنفسه ، فكما أنه لا يحب أن يشيع عن نفسه خبر سوء كذلك يجب عليه أن لا يحب إشاعة السوء عن إخوانه المؤمنين . ولشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالصدق أو بالكذب مفسدة أخلاقية فإن مما يزع الناس عن المفاسد تهيبهم وقوعها وتجهمهم وكراهتهم سوء سمعتها وذلك مما يصرف تفكيرهم عن تذكرها بله الإقدام عليها رويداً رويداً حتى تنسى وتنمحي صورها من النفوس ، فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر وخف وقع خبرها على الأسماع فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها وخفة وقعها على الأسماع فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة .
هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس ضراً متفاوت المقدار على تفاوت الأخبار في الصدق والكذب .
ولهذا ذيل هذا الأدب الجليل بقوله : { والله يعلم وأنتم لا تعلمون } أي يعلم ما في ذلك من المفاسد فيعظكم لتجتنبوا وأنتم لا تعلمون فتحسبون التحدث بذلك لا يترتب عليه ضر وهذا كقوله : { وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم } [ النور : 15 ] .انتهى
من هذه الفواحش والموبيقات في زماننا الرديء هذا التي يريد البعض ان تشيع في امتنا الاسلامية وخصوصا الشباب هذه الافلام الخليعة والدعارة القذرة و المقززة التي تصيب بالتقيء والغثيان وكيف بك اذا كنت بصدد مراجعة نص من النصوص او تطالع بعض الكتب وتبرز اليك بدون استئذان عاهرة كما خلقها الله وتجلس على ماذا تخيلوا اخواني تجلس على كتاب الله انظروا الى اين وصلت الدنائة والانحطاط بهؤلاء النفوس المريضة وقد حدث هذا لي وما كنت اتوقع ان يحدث حتى في المنام اضافة الى العشرات من المنتديات التي تروج لهذه الافلام الهابطة فغاية هؤلاء الدخلاء الفساد في الارض وهم وراء كل من يكتب عن الاسلام ويدعو الى الفضيلة وانارة السبيل ولست ادري هل يحدث مثل هذا عندكم
ولا على الذين يروجون على امثال هذا الرقص المثير للغرائز بدعوى انه مباح وترتاح له النفوس :54: ومما اثار انتباهي في بعض المنتديات وضع هذه العناوين القذرة في الاقسام الاسلامية التي تدعو الى العفة والطهارة والفضيلة والكلمة الطيبة والاغرب ان لهذه الاقسام مشرفين ومراقبين فعلى ماذا يشرفون ويراقبون وللاسف الشديد تجد اقبالا كبيرا يفوق الخيال وبالالاف ولا تجد من يتابع موضوعا يدعو الى الخير والصلاح الا بعض عشرات فان دل هذا على شيء فهو يدل على فراغ روحي و عدم الوعي والامبالات و الاستهتار بالمباديء والقيم المؤدية في النهاية للسقوط في مستنقع الرذيلة والهاوية كلي امل ان تعود هذه الفئة الضالة الى
رشدها وتقلع عن التفكير و النظر الى مثل هذه الفواحش ومتابعة عوراتالمسلمين عنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ". أخرجه foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? انتهى ان الدنيا لما امتلات مكاره وجب على العاقل ان يملاها حذرا والدال على الخير كفاعله نسال الله تعالى ان يكفينا دواعي الهوى ويصرف عنا سبل الردى ويجعل التوفيق لنا قائدا والعقل لنا مرشدا قلت قولي هذا واستغفر العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته