كان أحد الحكام العباسيين على مدينة بلخ الافغانية يأخذ ضرائب كثيرة من الناس
الأمر الذي أرهق كاهلهم... خصوصا وأن الحاكم كان يرسل اليهم من يضيق عليهم ويهددهم ويجبرهم على دفع الضرائب الباهضة... رغم قساوة عيشهم وفقرهم الشديد
اجتمع عقلاء البلد وتدارسوا فكرة الخلاص من ثقل الضرائب وثمنها الباهض ،...
وكانت زوجة الحاكم إمرأة متدينة صاحبة قلب طيب وأخلاق كريمة لذلك قرر اهل بلخ إرسال وفد لمقابلتها وشرح الموضوع لها لعلها تتوسط لهم عند زوجها الحاكم وفعلا تم لهم ذلك وتمكنوا من زيارتها وطرح قضيتهم عليها فرحبت بهم وقالت لهم سوف أتحمل عنكم دفع الضرائب ، فذهبت هذه المرأة المؤمنة الى زوجها الوالي وهي تحمل معها ثوبا ثمينا مرصعا بالجواهر والدرر وقالت له ادفع هذا الثوب الى الخليفة العباسي آنذاك ، رضي الحاكم بفعل زوجته وأخذ الثوب وطرحه بين يدي الخليفة بدلا عن ضرائب أهل بلخ ولما رآه الخليفة قال لمن هذا الثوب ؟
أجاب الوالي إنه ثوب زوجتي .. ف
فهم الخليفة من خلال ذلك بأن أهل بلخ لا طاقة لهم بدفع الضرائب لذلك أمر بإرجاع الثوب الى صاحبته .. أخذ الوالي الثوب ورجع به الى زوجته وقد بين لها ما جرى بينه وبين الخليفة .. وهنا سألت هذه المرأة المؤمنة زوجها الوالي قائلة : وهل نظر الخليفة الى هذا الثوب ؟ قال الوالي لزوجته : نعم نظر إليه بدقة .. فقالت له إني لا ألبس ثوبا نظر إليه رجل أجنبي ،
خذه وبعه وابني بثمنه مسجدا ،
وقد نقل الرحالة المعروف ابن بطوطة.... أن المسجد الذي لايزال قائما في مدينة بلخ هو الذي قد بني بثمن ذلك الثوب.
هذه إمرأة امتنعت عن لبس ثوب قد نظر إليه رجل أجنبي واحد ،
فكيف بمن تتزين وتتجمل وتخرج متبرجة سافرة وهي في معرض أنظار الآلاف من الناس الاجانب؟!!!!!!!!!!! ..
مما تصفحت وشدني