في القرية ..
عندما كنت في القرية لعدة أيام ، كانت النفس ترتاح إلى أجوائها النقية الصافية ، إذ النسائم العليلة .. والخضرة التي تكسو الأرض بثياب خضراء .. والسماء الزرقاء الصافية والتي ترسم السحب البيضاء عليها أحياناً أشكالاً بديعة تسر الناظرين .. كل هذا يشعر الإنسان بالتقاء حقيقي بين جسده وروحه وهو يرى في الأفق البعيد تعانق الأرض مع السماء ..
ثم لا يملك الإنسان إلا أن يقول وهو يسرح بأخيلته وعقله وشعوره ووجدانه في هذه المشاهد الرائعة .. لا يملك إلا أن يقول : سبحان الله .. ما أجملها من حياة هادئة بعيدة عن صخب المدينة ، بعيدة عن ضجيج العالم القلق ..
فهنا لا تسمع إلا همسات النسيم التي تطرب الأسماع ، وتوحي للإنسان بألف حكاية وحكاية من حكايات الصمت والهدوء .. هنا لا ترى إلا لوحات طبيعية من صنع الله تعالى الخلّاق ..
ولكن الإنسان وهو يسرح بأخيلته في هذه الأجواء الرحبة الواسعة الممتدة امتداد البصر ، يتذكر قول رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : ( المُؤْمِنُ الذي يُخَالطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ على أذاهم ، أعظم أَجَرًا مِن المُؤْمِنِ الذِّي لا يُخالط النَّاسَ ولا يصبر على أذاهم ) .
فيوقن أن جمالية الحياة لا تكمن فقط في العزلة عن الناس ، ولكنها تكمن كذلك في هذه التفاعلية القائمة بينهم ، لدفع مسيرة الإنسان نحو مرضاة الله عزّ وجلّ ..
مما تصفحت ...
لكم ودي وتقديري