بسم الله الرحمن الرحيم
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا
قبل ايام توفت شابة افغانية مسلمة في احد المناطق المجاورة لمدينتنا وقد تجمع المسلمين من كل الطوائف والقوميات لتشيعها ودفنها في مكان مخصص للمسلمين في مقبرة المدينة
دخلنا المقبرة ووجدنا الزهور تحيط بالقبور
وهناك موظف يتابع الاعتناء بشتلات الزهور الممتدة بين الطرقات داخل المقبرة
ويزيل الورود الذابلة التي وضعت على القبور من قبل احبابهم عند اخر زيارة لهم
تم الدفن ولله الحمد وتفرقت الجموع
تذكرت مقابرنا في العراق
تجد لوحات مكتوب عليها
يا قاريء كتابي ابكي على شبابي
بالامس كنت حيا واليوم تحت الترابي
هنا اكبر دليل على نقل مظلومية صاحب هذا القبر للناس
الاخرين
اي انه يطلب من الاخرين ان يتعضو لكي لايكتب على قبورهم هكذا
ولكن هذه العبارة قلت كتابتها هذه الايام
لان ولله الحمد الشباب كلهم مظلومين وكلهم تذوقوا انواع الظلم بكافة صنوفه وانواعه وموديلاته
ابتداء من البطالة وانت صاعدا
فتجد الشاب يتمنى الموت للخلاص من هذه الدنيا ومتاعبها
ليس اقصد هنا الانتحار
ولكن هذا التمني هو اخر درجات التعب النفسي للشاب العراقي
ان تفكير الشاب العراقي بكيفية توفير فرصة عمل ليسد بيها جزء يسير من التزاماته اتجاه عائلته
او كيفية توفير لتر بانزين الى المولدة
او كيفية الوصول الى الدوام باسرع وقت كي لا يكتب امام اسمه غائب ويقطع من راتبه
وكيف وكيف
ولهذا قلت العراقي مظلوم بحياته ومماته
والله يرخم شهدئنا الابرار والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات