السلام عليكم
ربما لا يعرف الكثيرون أن كاتيوشا, وهو الاسم الذي يطلق علي الصواريخ التي يطلقها حزب الله اللبناني ضد الأهداف الإسرائليية, اسم أغنية قديمة إبان عهد الاتحاد السوفيتي, فالسوفييت ابتكروا هذه الصواريخ خلال الحرب العالمية الثانية, واتخذت الصواريخ هذا الاسم بشكل غير رسمي في البداية ولكن اضطر الجيش السوفيتي لاستخدامه بعد شيوعه بين الجنود, ويعود الاسم إلي أغنية شعبية كانت مشهورة خلال فترة الحرب العالمية الثانية, وتدور الأغنية عن قصة فتاة تبحث عن حبيبها والذي ذهب للقتال ورحل بعيدا عنها, وكاتيوشا هو الاسم المعادل لاسم الفتاة بطلة الأغنية والتي تعني بالروسية كاتيا أو كاتياشا, وتم تحويره ليصبح كاتيوشا.ومن ناحية أخري فإن الألمان والذين كانوا هدفا لهذه الصواريخ قد أسموها من جانبهم' عضو ستالين' أو الـ' ستالينية' حيث إن هذه الصواريخ تطلق من خلال أنابيب طويلة نسبيا, كما كان يتم إطلاقها من علي ظهر مركبات أو دبابات بل وأحيانا من علي ظهر بارجات بحرية, بمعني آخر كان يتم إطلاقها عبر أي سطح ولكن الشرط الوحيد المطلوب هو أن يتم تثبيته جيدا, ليس هذا فحسب بل إنه تم تطوير بعض هذه الصواريخ ليتم تثبيتها علي الطائرات ليتم إطلاقها من الجو, وتم استخدامها خلال الاشتباكات السوفيتية اليابانية.
منصة إطلاق صواريخ الكاتيوشا لا تختلف كثيرا عن شكل الأنابيب المألوفة, وتضم منصة الإطلاق ما بين14-48 صاروخا, وفي ظل أن هذه الصواريخ لا تتمتع بالدقة المطلوبة, فإن إطلاق عدد كبير منها يحقق هدف إحداث صدمة في صفوف العدو.
ومع تطوير الألمان لمدي صواريخهم, سعي الروس لتطوير مدي صاروخ الكاتيوشا والذي كان مداه صغيرا في البداية ولا يزيد علي5.5 كيلو متر, ومع التطوير الذي بدأ أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات, فإنه في اللحظة الحالية فإن التقديرات حول مدي هذه الصواريخ تتراوح بين20-45 كيلو مترا.
وخلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ومع ظهور المقاومة الإسلامية اللبنانية وحزب الله, ظهرت صواريخ الكاتيوشا كسلاح أساسي لدي قوات الحزب, حيث كانت سلاحا يستخدمه الحزب لضرب المواقع العسكرية الإسرائيلية في المناطق اللبنانية المحتلة بالإضافة إلي استهداف المناطق الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان.
ومع زيادة مدي صواريخ الكاتيوشا إلي نحو45 كيلو مترا, فإن هذا بات يشكل تهديدا حقيقيا علي المدن الإسرائيلية الكبري الواقعة في شمال الجليل وبالتحديد مدينتي صفد وحيفا, حيث تعرضتا بالفعل لسقوط صواريخ الكاتيوشا, وتشير التقديرات إلي أن الحزب يمتلك علي ما يبدو نحو مائة صاروخ يبلغ مداه150 كيلومترا تقريبا مما يسمح له ببلوغ مدن إسرائيلية مثل تل أبيب. ونقلت مجلة جينس المتخصصة في الشئون العسكرية عن مصادر في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقديرها بأن حزب الله يمتلك من عشرة آلاف إلي خمسة عشر ألف صاروخ تلقاها من سوريا وإيران.
وبين هذه الصواريخ صاروخ' فجر-5' من صنع إيراني يبلغ مداه75 كيلومترا ما يسمح له ببلوغ مدينة حيفا في إسرائيل. أما صاروخ' زلزال-1' البالغ مداه150 كيلومترا فهو قادر علي ما يبدو علي بلوغ العاصمة الإسرائيلية.
ليس هذا فحسب بل إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلي أن الحزب بحوزته أيضا صواريخ من طراز زلزال2 وزلزال3 الإيرانية والتي يصل مداها إلي نحو400 كيلو متر وتحمل كل منها رؤوسا متفجرة زنة600 كيلو جرام مما يجعلها أشد تدميرا. وتعتبر هذه الصواريخ أرخص كثيرا مقارنة بالصواريخ الصينية, وهذا يفسر الإقبال عليها.
وعلي جهة أخري, فإن نشر إسرائيل بطاريات صواريخ باتريوت في المناطق الشمالية جاء متأخرا وبعدما انهالت صواريخ حزب الله علي شمال إسرائيل الأمر الذي يثير التساؤلات حول التراخي الإسرائيلي في حماية جبهتها الشمالية, وبغض النظر عن ذلك فإن صواريخ الباتريوت المضادة للصواريخ قد لا تفلح كثيرا مع صواريخ الكاتيوشا والتي يتم إطلاقها بغزارة ولكنها قد تكون ذات تأثير مع صواريخ زلزال بطرزها المتعددة.