بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
----------------------------------
خوف الجن والطلقاء ومحبيهم من البسملة!
كانت البسملة سلاحاً من الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) لطرد شياطين قريش، فعندما كانوا يجتمعون على باب داره ليسبوه أو يؤذوه، كان يرفع صوته بالبسملة فيولون فراراً!
في الكافي:8/266، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (كتموا بسم الله الرحمن الرحيم، فنعم والله الأسماء كتموها، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته، فتولي قريش فراراً! فأنزل الله عز وجل في ذلك: (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً). (سورة الإسراء: 46)
وفي الكافي:2/624: عنه (عليه السلام) أنه قال للمفضل بن عمرو:
(يا مفضل إحتجز من الناس كلهم ببسم الله الرحمن الرحيم، وبقل هو الله أحد، إقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك فإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات، واعقد بيدك اليسرى ثم لاتفارقها حتى تخرج من عنده).
وفي السنة الثامنة للهجرة فاجأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مشركي مكة بجيش من عشرة آلاف مقاتل، وأجبرهم على خلع سلاحهم والتسليم، وخيرهم بين الإسلام والقتل، فأسلموا مكرهين، فعفا عنهم وسماهم الطلقاء!
وبعد فتح مكة تكاثر الطلقاء في المدينة وسعوا ليكونوا أكثرية قوية واستطاعوا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأخذوا خلافته في السقيفة.
لكن خوفهم من البسملة بقي! فالذي كان بالأمس يؤذي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقرأ عليه البسملة فترتعد فرائصه ويولي فراراً، يصعب عليه أن يتحمل سماعها اليوم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجده بالمدينة! كما يصعب عليه أن يقرأها بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجهر بها؟!
وأول ما ظهر انتقام الطلقاء من البسملة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنهم حرَّموا قولها بصوت عال، أي حذفوها عملياً من الصلاة!
وهذا معنى قول الإمام الصادق (عليه السلام): (كتموا بسم الله الرحمن الرحيم فنعم والله الأسماء كتموها)!!
ويبدو أنهم أقنعوا أبا بكر وعمر بذلك فتركاها، فقد رووا عنهما أنهما تركاها في صلاتهما!
ثم نشروا مقولة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يجهر بها!!
ثم وصل أمرهم إلى إنكار أن البسملة آية من القرآن كما
قال النووي في المجموع:3/343: (قالوا: ولأن الجهر بها منسوخ، قال سعيد بن جبير: كان رسول الله (ص) يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة، وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن، فقالوا إن محمداً يدعو إلى إله اليمامة، فأمر رسول الله (ص) فأخفاها فما جهر بها حتى مات.
قالوا: وسئل الدارقطني بمصر حين صنف كتاب الجهر فقال: لم يصح في الجهر بها حديث. قالوا: وقال بعض التابعين: الجهر بها بدعة! قالوا قياساً على التعوذ).
ونلاحظ أنهم اعترفوا بجهر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بها في مكة! وزعموا أن الوحي نسخها بسبب مسيلمة الذي قبل أن يوجد اسم مسيلمة!
أما (بعض التابعين) الذين قالوا إن الجهر بها بدعة! فمن يكونون غير بعض الطلقاء؟!!
وأما قول الدارقطني فهو عدم اطلاع منه أو تعصب، وأن الشافعية وغيرهم رووا أحاديث صحاحاً عن أبي هريرة وأنس في المدينة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يجهر بها!