تأسيس دولة عصرية بعيدا عن الطائفية ..

منتديات الفرات



منذ دخول العراق في نفق الاحتلال المظلم حتى أحتوشته وأطبقت عليه ظاهرة الطائفية المقيتة فأصبحت داءا اجتماعيا اقض مضاجع العراقيين ونغص عليهم حياتهم بل حولتها الطائفية إلى جحيم لا يطاق , إن الطائفية في الحقيقة هو مشروع اعد بدقة وخطط له بروية من قبل الاحتلال الأمريكي, لأنها احد الأساليب أو الوسائل لمبدأ فرق تسد يراد منها ,تسييد الاحتلال وأدواته وثقافته وقيمه حيث تم إرساء مشروع الطائفية وتنفيذه , فكان سفك الدماء والتهجير والمليشيات وانتشار ثقافة العنف والسماح بتدخل الدول الإقليمية هي من نتائج الطائفية ونحن نسمع بين الآونة والأخرى تصريحات إدانة لهذا الداء الخطير ولكننا لم نلمس أي علاج جذري له , لم تتخذ إجراءات فاعلة للتخلص من هذه الآفة الخطيرة التي تنخر مرافق الدولة العراقية بل على العكس من ذلك فهناك ممارسات تكرس للطائفية نراها رأي العين كل يوم ونلمسها لمس اليد , فأكثر الكتل السياسية تكونت وتشكلت ودخلت الانتخابات وفازت فيها على أسس طائفية بحتة وبقيت على النهج ولم تغيره ولم تخطوا خطوة واحدة باتجاه التخلص من هذا الداء والفخ الذي سقطت فيه ..
فما زلنا نسمع بان هذا الحزب الفلاني هو حزبا شيعيا وذاك سنيا وهذا وقفا شيعيا وهذا سنيا وهذه محافظة شيعية وتلك سنية ..
إن اغلب الائتلافات والأحزاب التي في السلطة الآن هي ذات لون طائفي لا يوجد فيها ائتلاف وطني ذا لون واحد يظم جميع مكونات الشعب , إن جميع هذه الأحزاب راهنت وما زالت تراهن على الخيار الطائفي لتحقيق مكاسب آنية حزبية وفؤية دون أن تحسب حسابا للنتائج السلبية والكارثية التي تحصل , ولا يتم توزيع المناصب على أساس الكفاءات أو القدرات بل على أسس الانتماء الطائفي والمحاصصة الطائفية بطريقة لم يشهدها العراق حتى أبان حكم صدام المقبور , إنها إشكالية سياسية تعرقل البناء الحضاري للبلد وتدخله في نفق مظلم ومتاهة لا يمكن الخروج منها .. جاءت هذه الأحزاب ولم تقدم شيئا ملموسا بل لم يكن لها أي مشروع أو برامج سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية .. إنها جاءت متعطشة للسلطة والجلوس على دست الحكم وهذه هي غايتها لم تأتي لأجل خدمة الشعب العراقي وهذا هو الواقع المأساوي المر لها ..
وهذا ما أثبتته السنوات الست الماضية من انفلات امني وتدخل دول الجوار وثقافة الفساد الإداري والمالي حتى أصبح العراق في المراتب الأولى في الفساد بين الدول , فقد ثبت بما لا يقبل الشك أن ليس أمام هذه الفئات إلا العنف والسلاح والتفجير بدلا من بذل الوسع لأجل خدمة الشعب كما انه ليس أمام هذه الفئات المتخلفة من طريق سوى الاعتماد والتمسك بالعامل الخارجي وارتباطها بأجندات إقليمية طائفية , وهكذا تحول العراق بفضل تلك الجهات الطائفية إلى مرتع مزهر وميدان منبسط لعبث دول إقليمية طائفية ساعدت على نشر الفساد والفوضى وثقافة العنف دون أن نسمع إدانة واضحة من قبل تلك الجهات بل كانت ولا زالت تلك الجهات تدافع باستماتة عن التدخلات السافرة لهذه الدول وباعتراف المسئولين الأمنيين.. كما نتج من هذه الظاهرة المدمرة تشويه لصورة الدين فكانت اكبر إساءة منظمة للدين الحنيف شهدها العالم على مر التاريخ ..
ذلك الدين الإسلامي الذي لا يفرق بين اسود وابيض وكانت دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة ولا إكراه في الدين , فكان أن لبست فروة الدين بالمقلوب بصورة متعمده هدفها إضعاف فاعليته وسعيا بإبعاده عن التطبيقات اليومية في الحياة العامة وإحلال القيم المنحرفة محله ..
إن ما يحتاج إليه العراقيون اليوم هو أحزابا وطنية تضم كل فئات الشعب وعلى أساس الكفاءة والقدرة والدراية وعلى أساس الهوية العراقية ليس في نهجها دعوى طائفية أو عشائرية بالية , كما أنها ليست لديها ولاءات خارجية , عاشت معاناة هذا الشعب وتألمت لجراحه وأحست آلامه , همها هو العراق وحدة همها هو وحدة أراضيه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب , ورفض المشاريع المشبوهة والقيام بأعماره في كل الجوانب فجاء الإعلان عن تشكيل ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني , كخطوة في هذا الاتجاه حتى يقدم أفضل المشاريع والبرامج والحلول لإخراج العراق من النفق المظلم ..والشروع لتصحيح المسار وأعمار النفوس قبل أعمار البنى التحتية ويؤسس لدولة عصرية يشيع الرفاه فيها والوئام بين أبناء الشعب العراقي الأبي ..




زوروا موقع ائتلاف العمل والانقاذ

http://www.eatilaf.com/news.php?action=show&id=7