يتداول كثيرون داخل العراق وخارجه مقولة "ياأهل العراق ياأهل الشقاق والنفاق!"، وينسبها البعض من الجهلة إلى الحجاج الثقفي ، والحقيقة أن قائلها هو الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ،قالها في البصرة في ذمّ بعض من شارك في واقعة الجمل. قال لهم: «عهدكم شقاق ودينكم نفاق»، ويعني مَنْ بايعه ونكث بيعته. لكنه لم يقلها بالعراقيين وبالنص الشائع، مثلما يتداولها العامّه ، ولعلّ هناك مَنْ اختلق هذه الفرية، كي تبقى تحوم لعنةً فوق رؤوس العراقيين إلى أبد الآبدين، وهم لم ينجوا بعد من لعنة بابل القديمة.
نؤكد أن علي بن أبي طالب عليه السلام لم يقل يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق، إن هذا الكلام إن تم تصديقه فهو يناقض ما ورد في الحديث الشريف الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم
اللهم بارك لنا في مدنا وفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا
قال : فقام اليه رجل فقال يارسول الله وفي عراقنا فأمسك الرسول
فلما كان في اليوم الثاني ، فقام اليه الرجل فقال وفي عراقنا فأمسك
الرسول فلما كان في اليوم الثالث قام اليه الرجل فقال يارسول الله
وفي عراقنا فأمسك الرسول فولى الرجل وهو يبكي فدعاه الرسول
فقال أمن أهل العراق انت ؟ قال نعم قال : ان ابراهيم عليه السلام
همَّ ان يدعو عليهم فأوحى الله تعالى اليه : ان لا تفعل فأني جعلت
خزائن علمي فيهم واسكنت الرحمة في قلوبهم ، الحديث . يكفي اهل العراق هذا الحديث الناطق بأن فيهم خزائن علم الله تعالى
وان في قلوبهم الرحمة فأن علماء العراق قد حازوا العلوم النقلية والعقلية
بأنواعها وأصنافها ولم يتركوا علم الا وقد تبحروا فيه ولهم التأليف المفيد
في كل ميادين الحياة ولو اردنا ان نعدد اسماء العلماء الذين ينسبون
الى العراق لرجحت الكفة العراقية بكل الكفوف الاخرى ! اما الاوصاف التي اطلقت هنا وهناك فهي اقوال لا يعتد ولا يؤخذ بها
والحقيقة ان الشعب العراقي هو من افضل واكرم واشجع الشعوب العربية
لذلك من الظلم ان نقول ان العراق بلد - الشقاق والنفاق - بل بلد الجهاد والعزة والرفعة والخير وموطن خيرة العلماء والمصلحين وأولياء الله ومهبط الرسالات ويكفيه فخرا ان فيه مراقد الانبياء والائمة صلوات الله وسلامه عليهم