الجمعة الثامنة من جمعات الإصلاح الإلهي (25-5)
بسم الله متم نوره ومظهر دينه على الدين كله
اللهم أنت غايتنا وغاية السماوات والأرض ، وأنت شرفنا وشرف القلوب والعقول ، وأنت عزنا وعز المؤمنين والطيبين ، وأنت الحق كله وبك يقوم الحق بين الخلق أجمعين ، وأنت العدل كله وبكرمك يقوم العدل بين الناس ، وبك التغيير وبفضلك يخرجون من الظلمات الى النور ، ومنك الإصلاح وبك تصلح كل الأمور ، ومنك الثورة وبحولك يقف المحبون داعين لك وناصرين لأوليائك ، وبك النصر وبقوتك تسقط رايات الضلال وأزمان الحيرة ومناهج الغفلة وأحزاب الدنيوية وفتن الظلم ، اللهم أنت الحي القيوم الغالب المقتدر العزيز المنتصر لا يُعجزك إزالة الباطل كله بساعة وهو عليك يسير ، ولا يصعب عليك إقامة الهدى كله بليلة وهو عليك هين ، فأتم فضلك يا ربنا بظهور نورك على قلوبنا ، وقدرتك على عالمنا ، وعظمتك على الخلق أجمعين ، وأمرك على المحبين والمخلصين ، يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ، صلي على طه الأمين خير من تجلى به نورك وعلى المهديين أهل بيت توحيدك وعلى الأنبياء والأولياء والصالحين والمحبين الى يوم لقائك .
إن أغلب الناس في جهلٍ أو غفلة شديدة عن أمر الظهور ، فهم يتصورون أن الحال الذي يعيشون فيه دنيوياً وسياسياً ودينياً وأخلاقياً سيبقى نفسه الى يوم القيامة ، وهذا جهل كبير بمشروع الله وتخطيطه لحياة البشرية ، وهذا الجهل يجب أن يزول وأن يعرف الجميع أن التغيير الإلهي لحياة الأرض والبشرية هو أمر حتمي ، وأن ظهور نور الله وقدرته وأمره وعظمته هو أمرٌ متحقق لا محالة مهما كره الكارهون أو نكر ذلك المكذبون .
وإن أماني الغافلين والدنيويين والمعرضين عن الله والمستغنين عن أوليائه والمعاندين لغاياته أن يبقى الوضع على ما هو عليه ، ولا يحدث تدخل إلهي كبير يقلب موازين القوى ويغير مجريات الأمور وينصر الحق ويدحض الباطل ، فهم يريدون جريان مصالحهم وسلطان أهوائهم لا يعارضها شيء حتى لو كان من السماء ، وهم يغضبون على كل ما يعارض أهواءهم ومصالحهم حتى لو كان من الله ، وكثير من أهل التدين الشكلي في كل الملل والمذاهب يريدون بقاء نفس تدينهم الى يوم القيامة بدون أن يحدث إصلاح إلهي وإنقلاب ديني على موروثهم ، وهم لا يتمنون حدوث ذلك زهداً منهم بالآخرة وعُجباً منهم بأنفسهم ، وإستغناءاً منهم عن هديه وأوليائه ، وخوفاً منهم لكشف زيف إدعاءاتهم وفشل مناهجهم وكذب نواياهم وإفلاس زعمائهم ، وهم يريدون أن لا يغير الله أمرهم ولا يُحدث تجديداً في دينه ليبقوا على ما ألفوا عليه آباءهم حائرون أو ضالون ، إلا أن أمانيهم لن تكون ، وأمر الله قادم حتماً بالنصر المبين لدينه والفتح المبين لغيبه والظهور العظيم لقدرته والتجلي الكبير لنوره .. وآخرون يحصرون الظهور بشخص المنقذ الذي يعتقدون به حسب مذاهبهم ، ولا يدركون أن ظهور المنقذ هو جزء من حركة الظهور الإلهي أي ظهور دين الله وأمر الله على كل دينٍ ومذهب وعلى كل أمر ، فهم لا يعلمون أن الظهور هو ظهور قدرة الله على الأرض بما يُظهر من آياتٍ في الآفاق وفي الأنفس حتى يستدلوا على الحق من ربهم ، وبما يضرب به الباطل ويُفشل به كيد المعاندين ويُنهي به قوانين الزمان ومرحلة الإمهال ، وبه يبدأ يوم الأخروية ويوم الذكر والحب والتعظيم له سبحانه ، ويبدأ يوم المعرفة له والعودة إليه ورجوع الناس الى ربهم ودخولهم في دينه أفواجاً ، حتى يغلب أمر الله كل أمورهم ، ويغلب دين الله كل مناهج مذاهبهم وأحزابهم ..
ومع بدء حركة الظهور سوف يغلب الحقُ الباطلَ في القلوب ثم في الواقع ، ويهزم النورُ الظلامَ ، وتسقط حكومات العقائد الباطلة ، تسقط حكومة سوء الظن بالله ، وحكومة الإستغناء عن مدد الله ، وحكومة الغفلة ، وحكومة الدنيوية ، وحكومة الذاتيات ، وحكومة التعظيم للمال والسلاح ، وحكومة التعصب والتحزب ، وحكومة النوايا السيئة ، وحكومة الجهل بالله ، وكل حكومات العقائد الباطلة التي حكمت ضمير البشرية ..
والظهور سيكون واضحاً عندما ترى الناس قدرة الله ، وتسلم الناس لأمر الله ، وتسير الناس في طريق الله ، وتعيش الناس في بركات الله ، وتتربى الناس على طلب مدد الله ، وتدخل الناس في نهج الله ، وترى الناس كرامات الله ، وتعترف بحق الله ، وتسعى الى رضا الله ، وتشهد لأولياء الله ، وتتخلى عن زيف ماضيها ووهم أمانيها وكذب مشاريعها وهباء أعمالها وجرائم تأريخها ، فعلى الناس أن تعلم أن الظهور الإلهي أي ظهور دين الله وأمر الله وتمام نور الله وقيام عدل الله وإزهاق الباطل هو أمر حتمي وهو ضمن التخطيط الإلهي ، وعليهم أن يعرفوا أن ظهور المنقذ وأولياء الغيب هو جزء من حركة الظهور ، وعليهم أن يعلموا أن السعادة لا تقوم إلا عند بدء الظهور ، وعليهم أن يعلموا أن أمر الظهور منصورٌ من الله لا يحتاج الى عون الناس وإنما المطلوب إستجابة الناس له فذلك خير لهم ، كما على المؤمنين الطيبين في كل مكان أن يترقبوا طلوع البدر الإلهي على قلوبهم وبزوغ الفجر الإلهي على دينهم وتحقق وجوب الشكر لله عليهم إذا لاح الى قلوبهم وبصائرهم نور المنقذ ونور الظهور ، وعليهم أن يُسارعوا الى كل توبة كي يتمكنوا من الدخول في المسيرة الإلهية الكبرى والثورة الإلهية العظمى ، ويصلحوا علاقتهم مع الله ويستقبلوا منهج الهداية الأطهر وصوت الإنقاذ الأكبر .
والحمد لله الذي ذخرنا ليوم فرجه العظيم وهيأ قلوب المحبين لنصرة وليه وأمره