تحملني ملائكة النوم
لحضن أُمي
تُبلل دموعي صدرها
كمطر الربيع
تُعيدُني رائحتُها لرغبةٍ قديمة
َأن أَعود
طفلةً رضيعة
لا
بل جنينَاً
أمي أعيديني لرحمك ثانية ً
أرضعيني حليب الحلم
فأنا امرأة لم تجن
إلاَ اليباس من حقول الأحلام
ومحصلتي دوماً ثلاثة أصفار
تزينُ خيبتي
*
*
أُمي أتوسلك أن تكفي
عن موعظتي
أن تُجنِبيني
نظرَتـَك الصارمةَ
وطيفَ ابتسامتك الحنون
فموعظةِ الصبر
أمــــــــــــــــــ ـــاه
باتت من خزعبلات
الماضي السحيق
*
*
*
تحملني إليك ملائكة العشق
سريري باردٌ
ونبيذي لا طعم له
فسماءُ أحلامي
ملبدةٌ بخيبات ملونة
تتسللُ رائحتك من شقوق
نافذتي الليلية
تـَقشَعر روحي من برودة حُضورك
تتلبسُني أُمنية طارئة
أن أَركض للغاباتِ
وأُلصق جفوني
بلُحاء ِ الشجر
أن تُغْمِضَ عيناي
لياليَ طويلة
لأتوَهْمَ حُضورَكَ
وأُطارد رائِحَتكَ
فأُثمَلَ بقبلتك
حينها
تمتدُ يدي الغبية
باحثة ً عنك َ
وتَشْهَقُ
مُبتلة ً بالدهشةِ
فالوسادة الثانية
قد تحولتْ
لبركةٍ من الدموع
*
*
فلا ملائِكة النوم
بتُ أُريدها
ولا ملائِكة العشق
أستحضرُها
أبتغي ملائكة الصحو
علني
أستفيقُ من غيبوبتي
فربما
تكونَ منارتي البحرية
تنتَظرني
مُتوثبة
متوارية ً
بشياطين الصحوِ
وأََبالسَتِهِ
بعدما هجرتني
ملائكتي !
*
*
*
يوقظني مزمار الصباح
بصوت انعتاق أحزان حالمة
*
*
*
أحزاني
حطمي أَغلالكِ
كوني
جناحـي طير ٍ
على نافذة زنزانة
صوت أغنيةٍ
لعاشقٍ أسيرٍ بالغربةِ
رغيف َ خبزٍ
لمتشردٍ
على أرصفة الوطن السعيد
بيتـاً دافئـاً
لصعلوكٍ في أزقة الانتماء
تحرري من نرجسيتك
لا جدوى من بكاءٍ
رائحته تسد منافذ الروح
لاجدوى من دموع ٍ
ملوحتها تخثر أوردة القلب
أحزاني
تعري
اِنزعي قشورك
ابتري جذورك
تنفسي
هواءً لا رطوبة الغابات فيه
ولا ملوحة البحار
اخرجي من عتمتك
وارسمي قناديل ضوء
لقوارب الصيادين المبحرين
ليلا ً
.
.
.
.
للكاتبة
افتخار اسماعيل
ومما راق لي كثيرااا