المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم عودة
مِنْ على شُرْفَةِ المَشْفى
اِسْتَفاقَ المساءُ مُسْتَحِمّاً بـِموسيقى الأثير
وَثغْرُ الفجرِ لَمّا يَزَلْ يُحيكُ عبيرًَ الامنِيات
تفوحُ الاطْيارُ نائمةً
على جَفْنِ الدجى
يَسْرقُها ظَمَأُ الهجير
وَتُدَوّي ذرّاتُ المدى
تَسْبَحُ في الفضاء
حلماً بـِلَوْنِ الشمس
تَطْعَمُهُ الروحُ زَنابِقَ غافية
غنّاها الوَجَع.
يتوكّأ الصبحُ على وَهَجِ السنابل
يَتَعَثّرُ شَيْخاً بـِرائحةِ تجاعيدِ الزمن
والثقلُ أسرارٌ تَعْبقُ بـِرَحيقِ السماء.
أيّها الأريجُ المُكْتَحلُ بـِصَمْتِ الرياح
أعِرْني بَعْضاً مِنْ وَقارِك
أتَفَتّحُ حُزْناً مع إشراقةِ النخيل
وَأعْجِنُ غربةً صامتةً بألوانِ الطيور.
أوْ أَعِرْني روحَكَ أو بَعْضاً مِنْ جُنون
أكْتُبُ به نجوماً على دروبِ الغَيْم
أوْ أقطفُ عطاءً من سندسِ هَمْسِك.
أيها النغمُ النائمُ بينَ تلافيفِ وجدي
اِسْقِني نهراً من نسيمِك
أوْ دَعْني أتطايَرُ صُبْحاً بـِلَوْنِ سَلْسَبيلِك
لعلّي أصافِحُ ضوء النجم
أو أحظى بـِ عَقيقِ عِنّابِك
فأمْحُوَ مسافاتِ الظّلِّ انتشاءً
وَأنامَ على شُبّاكِ الحُزْنِ فَرَحاً لا يَنْطَفئ.
مريم عودة
27 كانون الثاني 2011