لاشك إن هذه الخطوة التِّيخطاها الحسين بن علي"عليه السلام" كان لها الأثر البالغ في إحياءشريعة النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" كان لها دور عظيم في تثبيت دعائم الدين وتركيز جذوره مدى العصور والقرون..أراد إن يعطينا الدرس في التصدي للطغاة والمستكبرين والظالمين وهي تعتبر في الحقيقة اكبر تحدي وأخطره..وخاصة عند المواجهة والمبارزة والتي قد تنتهي في نهاية الطريق بالموت المحتم..إذ انه ترك اللئام الذين قاتلوه ولحق بركب الكرام الذين نصروه.. فهذا ما أراده منذ البداية .. مصارع الكرام على طاعة اللئام ..ووقف اليوم مواجها السيوف المسلولة لقتاله .. على أن يقبل بخيار الذلة ..فقال (ع)"هيهات منا الذلة".. وما كان سيختار غير الشهادة.. فهذا ما اختاره الله سبحانه تعالى له .. حتى لو كان حوله الآلاف بل الملايين من الناس.. لما اختار غير خيار الاستشهاد لان فيه رضى الله وحياة دينه.. وهو ابن الانزع البطين الذي يقول (لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعاً )..فثبات الحسين وتفانيه في إحياء الإسلام لايختلف كثيرا عن أبيه أمير المؤمنين (ع)..حتى وان كان مع الحسين في مثل هذا اليوم مليون ناصر .. أو 73 ناصراً .. لا فرق عنده .. بل حتى لوتخلى هؤلاء عنه -وحاشاهم أن يفعلوا ذلك- لما غيّر الحسين من خياراته .. بل هذا ما كان يطلبه حتى من هذه الثُلة المجاهدة من حوله.. حيث كان يلح عليهم أن يتفرقوا عنه في ظلام الليل كما جاء في قوله(ع) لهم(هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا) .. وأكد لهم رضاه عنهم إذا تفرقوا .. تشجيعاً واختباراً لهم ..لكنّهم نجحوا في هذا الاختبار بامتياز.. لم يكن الإمام الحسين سلامُ الله عليه يشعرُ بوحشة في الحق .. ولم يكن مستاءً من وَحدَته .. فهو يأنس برضى الله سبحانه ويعتزُ بعزته .. مهما كان موقف الناس منه .. وقد وصفه احدهم وهو في لحظاته الأخيرة قبل استشهاده يوم عاشوراء وقد قتل جميع من حوله بقوله (ما رأيت مكسورا قط قتل جميع أهل بيته وأصحابه أصبح وجها منه ...)..فهذا هو الحسين(ع) في كل الأحوال والظروف...إذن فالحسين عليه السلام منهجٌ وقضيةٌ..علينا أن نسيرَ على منهجه وان ندافعَ عن قضيته بكلّ مااوتينا من قوة وإرادة...."الحسين.......يعلمنا"
نسألكم خالص الدعاء والمسألة
بقلمي المتواضع: حيدر البصام