لطالما عنى لي المطر الشيء الكثير
بل ولطالما وقفت مشدوها خلف نافذة باردة
أتأمل المطر
أتأملّه كأسطورة تتجسّد أمام ناظري
كأسطورة العنقاء البالية
ولكنّي أجدني في هذا اليوم
ومع كل أمطار الخير
غريبا
مغتربا
غير آبه , بل ولربما شتمت المطر سرّا
تبّا
أنّى له تلك القدرة على غسل كل شيء من غبار خريف بائس
أنّى له القدرة على إضفاء رونق ساحر , كقصيدة كاملة , على كل شيء يصل اليه
وجه طفلة
وردة
تجاعيد وجه رجل مسنّ
وبكل قدرته العجيبة
يعجز أن يغسل حزنا دفينا
أو يبدّد خيبة أمل
أو يزيل غصّة من جذورها
أو حتى يرسم شبح إبتسامة صفراء على وجه تعبهل تغيّرت يا مطري العزيز؟؟؟؟
أم أن نظرة مني إلى مرآة صدئة
تقول لي بوضوح
أنت من تغيّر
فالمطر مطر والسماء سماء
أقف صَعِقاً
ممممممممم
لا بد أن هذا ما حدث
فقد نسيت ان أنظر في مرآتي مؤخرا
لربما منذ عدة عقود
وقد ألقيت لومي على كل ما ومن حولي
ولا يوجد من يلام غيري
وهل يفيدني ذلك الآن؟؟
وهل يتولّد الأمل من بضع مئات من خيبات الأمل؟؟