عن عبد الله بن عمر قال صلا بنا رسول الله (ص) ذات يوم من الأيام واستند الى محرابه واذا
قد دخل علينا رجل بدوي من الباب فتخلل وجاز رقاب الناس ولم يسلم على احد منهم فقلنا انّا
نراه معتوه ثم قلنا لعله يريد ان يسلم على النبي فجازا حتى وقف بين يدي رسول الله وكان
علي بن أبي طالب الى جنبه فسلم على علي أولا ثم سلم على رسول الله من بعده فقلنا قد صحّ
عندنا انه معتوه ثم اعترضناه وقلنا له يا أخي العرب معتوهٌ أنت فقال وكيف أكون معتوه ولي عقل أدبر به قبائل شتى وانا أمير قومي فقلنا له لـماذا تركت الأصل وسلمت على الفرع
فقال ما تعديت كتاب الله تعالى ولا خالفت الشريعه بل عملت بالآيه والخبر فقيل له أي آية
عملت بها وأي خبر فقال أما الآية فقوله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس
والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من أبوابها )
ولقد سمعت صاحب هذه الشريعه يقول ( انا مدينة العلم وعلي بابها ) فما أمكنني أن ادخل
المدينة حتى قصدت الباب . ثم التفتنا فلم نراه فقلنا يا رسول الله أين مضى هذا الأعرابي
فقال رسول الله ما هو إعرابي ولكن هذا أخي وحبيبي جبرائيل بعثه الله تعالى ليبين لكم
فضل علي بن أبي طالب