مائة منظمة تنصيرية تعمل في العراق تحت شعار الإغاثة الإنسانية
مائة منظمة تنصيرية تعمل في العراق تحت شعار الإغاثة الإنسانية
أعدت جيوشها قبل الغزو العسكري..
ينظر المنصِّرون إلى العراق المحتل على أنه تحدٍّ لهم، فقد صرَّح أحدهم في مؤتمر بمدينة "فينكس" عاصمة ولاية "أريزونا" الأمريكية قائلاً: " إن منظمة المؤتمر المعمداني الجنوبي لديها فرصة لتغيير تاريخ العراق".
وعن المناطق التي يأملون إحداث أثر فيها، قال ذلك المنصّر، فيما نقلته شبكة "إنترناشونال ميشين بورد": " أكراد الشمال، وتركمان الموصل وكركوك، والسُنة في تكريت، والشيعة في كربلاء والنجف".
ونقلت مجلة "تايم" الأمريكية عن "ريتش هايني" من منظمة " داون " التنصيرية قوله: " لم تحظَ الحركة التبشيرية الإنجيلية بفرصة جيدة منذ أكثر من عقد من الزمان مثل العراق، وإنه في مقدورنا أن نقول: إن هذه الحرب نعمة للمبشرين "!
نشر محبة الرب!
وما يحتاجه أي منصّر لدخول العراق هو جواز سفر أمريكي فقط، ويشير الصحفي البريطاني "دايفيد ريني" إلى أن المنصّرين الأمريكيين يعملون بشكل سري ومنظم تحت ستار "العمل ضمن هيئات الإغاثة الإنسانية"، ويضيف: "لقد جلبت هذه الجماعات التنصيرية الأناجيل المترجمة إلى العربية وأفلام الفيديو عن "يسوع"، المدبلجة بالعربية إلى العراق، تحت شعار: "حماية المسلمين من دينهم الفاسد"!
ولم يُخفِ مدير إغاثة الكوارث بالمؤتمر العام المعمداني في ولاية أوكلاهوما "سام بورتر" أن منظمته تقوم بما أسماه "أعمال إغاثة" في العراق، مشيراً إلى أن القيام بذلك النشاط ليس فرصة كبيرة للقيام بأعمال إنسانية فقط، ولكن "لنشر محبة الرب"، على حد وصفه.
إغاثة أم تنصير؟!
تقول التقارير: إن أكثر من مائة منظمة تنصيرية دخلت العراق، وأكبر هذه المنظمات هي:
1 - هيئة الإرساليات الدولية.. الذراع التبشيرية للمعمدانيين الجنوبيين، والذين يُعدون أكبر طائفة بروتستانتية في أمريكا.
2 - مجلس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
3 - مجموعة من المعمدانيين الجنوبيين من ولاية "نورث كارولينا".
4 - هيئة المعونة الأمريكية.
5 - منظمة "كريستيان شاريتي ورلد نيشن إنترناشونال".
6 - منظمة المجتمع الدولي للإنجيل.
7 - منظمة تعليم أمة كاملة، وتعرف اختصاراً ب"داون".
8 - منظمة سامرتيان بيرس.
9 - منظمة المنصّرين البروتستاننت.
10 - القسّ البروتستانتي "جون حنا" من ولاية أوهايو.
11- المنصّرة "جاكي كون".
12 - مركز جلوبل ميسشن يونيت((GlobalMissionunit)) التنصيري العالمي.
وكل تلك المؤسسات التنصيرية في العراق تخضع إلى هيئة تنسيقية عليا باسم "مكتب تنسيق إغاثة العراق" (IRCO).
وتدخل هذه المنظمات إلى العراق تحت اسم "منظمات إغاثة إنسانية"، فالمسؤولون الأمريكان يعترفون بوجود المنصِّرين ويؤكدون أنهم يقدمون العون للناس لا التنصير، والعراقيون يفرحون بتلك المعونات.. وقد ذكر مسؤول حكومي لمجلة "تايم" أنه بالنظر إلى العلاقات الودية بين الرئيس بوش واليمين المسيحي الصهيوني ومساندة المنظمات الخيرية الدينية فإنه يكاد يكون من المستحيل أن يمنع البيت الأبيض منظمات الإغاثة الإنسانية من الذهاب إلى العراق.
ومن أهم وسائل تلك المنظمات:
1 - المعونات الغذائية: وهي من أهم الذرائع التي دخلت بها المنظمات التنصيرية إلى العراق.. وفي هذا يقول "جيم ووكر" أحد كبار المنصِّرين العاملين في العراق والذي حمل معه معونات غذائية تم شحنها في 45 ألف صندوق: "لقد قابلت أطفالاً يموتون جوعاً، لكن احتياجهم الأول لم يكن للطعام وإنما كان لمعرفة المحبة ويسوع"!
2 - العلاج والدواء: وتعمد المنظمات التنصيرية إلى سدّ حاجة هؤلاء الفقراء من خلال توفير الدواء المجاني، وإجراء العمليات الجراحية، وتسفير المحتاجين إلى الخارج.
3 - الاتصال بالمثقفين والمؤسسات الثقافية: لم ينسَ المنصّرون وهم يقدمون الغذاء والدواء للعامة أن يتواصلوا مع المثقفين ومؤسساتهم في العراق، بهدف إنشاء جيل من المثقفين متأثر بالثقافة والدعوات التنصيرية، فقد تم تقديم ملايين الدولارات لبناء المدارس وتأسيس الجمعيات والمؤسسات الثقافية.
4 - توزيع المواد التنصيرية على الأسر المسلمة: وتتألف تلك المواد من الكتب والنشرات مع عدد من أفلام الفيديو على رأسها فيلم "يسوع" الذي أنتجته السينما العالمية ليتحدث عن القصص المحرَّفة لنبي الله "عيسى عليه السلام"، وتم "دبلجته" إلى أكثر من 70 لغة وأكثر من 200 لهجة محلية، وبطبيعة الحال يوزع الفيلم في العراق باللهجة العراقية المحلية..
يُذكر أن أكثر من مائة ألف نسخة من "الإنجيل" دخلت إلى العراق عبر "أربيل" وبأسعار بخسة جداً بحيث يصل سعر النسخة إلى ألف دينار عراقي (50 سنتاً حسب سعر صرف الدولار)، بينما يصل سعر النسخة من المصحف الشريف إلى 50 ألف دينار عراقي في المكتبات العامة (40 دولاراً أمريكياً)، وبجودة طباعة أقل بكثير من جودة طباعة نسخ الإنجيل، وهو ما دعا علماء الدين السُنة والأئمة والخطباء إلى إرسال موفدين إلى عدد من الدول الإسلامية لدعم مساجد العراق السنية بالمصحف الشريف.
5 - إهداء القصص التنصيرية المصوَّرة لأطفال المسلمين.
6 - تدشين محطات إذاعة وتلفزة تنصيرية: فقد تمكن المنصِّرون من تدشين عدد من محطات الإذاعة والتلفزة التي تهدف إلى زعزعة عقيدة المسلم، ومنها على سبيل المثال إذاعة "صوت المحبة"،وإذاعة "راديو سوا" العراقية، وقناة الحرة العراقية، والحرة الأمريكية، وقناة "آشور" الفضائية.
7 - تعاون الأمم المتحدة: فقد أعرب الأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفي أنان" عن تقديره لدور الكنائس التي تقدم المساعدات في العراق، وقد حظيت الكنائس التنصيرية في العراق وبخاصة في الشمال على دعم كبير من المنظمة الدولية.
إقليم كردستان
أما الأخطر في عمليات التنصير في العراق فهو ما تشهده المناطق الشمالية بإقليم كردستان، حيث أصدر مركز جلوبال ميشن ( Global Mission Unit ) التنصيري العالمي تقريراً يتضمن أسماء الهيئات والمنظمات التنصيرية التي تعمل في شمال العراق، وفي مقدمتها:
1 - "جمعية الكتاب المقدس": ولها مكتب في مدينة أربيل، وتطبع كل نشراتها بمطبعة الثقافة التابعة لوزارة الثقافة العراقية في أربيل.
2 - "منظمة تطوير خدمات الشرق الأوسط" البريطانية: ومركزها الرئيس في القاهرة، ولها ثلاثة مكاتب في العراق؛ في "أربيل" و"دهوك" و "السليمانية" ، وتقوم على أنشطتها مجموعة كاملة موفدة من المكتب الرئيس للمنظمة في مصر، تحت رئاسة " د. ألكسندر رسل" البريطاني الأصل، والذي يعمل أستاذاً للغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة صلاح الدين في أربيل.
3 - "منظمة ينبوع الحياة" الأمريكية: ومركزها في مدينة "شقلاوة" القريبة من أربيل؛ بدعم مباشر من مكتب مساعدة الكوارث الخارجية O.F.D.A التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، تحت ستار حفر الآبار وتوفير مياه الشرب النقية.
4 - "منظمة القوافل الطبية الدولية": ومركزها الرئيس مدينة "بورتلاند" الأمريكية، وقد ذهبت إلى العراق برفقة الجيش الأمريكي في حرب الخليج الثانية، وتعمل بدعم مباشر من O.F.D.A وتحت إشراف مكتب التنسيق العسكري، ولها أربعة مكاتب في السليمانية، وأربيل، وزاخو، ودهوك.
5 - "منظمة المصادر" البريطانية: وتعمل في مجال تدريس الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، ولها مكاتب فرعية عدة، ومكتب رئيس في مدينة "شقلاوة" وضواحيها.
6 - "منظمة كاريتاس": وقد أعلنت "نشرة النيابة الرسولية الكاثوليكية" التي تصدر في القاهرة، في عددها رقم (46)، أن منظمة "كاريتاس" الكاثوليكية العالمية، بالتعاون مع مكاتبها داخل العراق (لم تحدد مواقعها) وبتنسيق مع فروعها في تركيا وسوريا ولبنان والقدس، قد أعدت كمية ضخمة من المساعدات الإنسانية تسد احتياجات ما يقرب من نصف مليون عراقي..
وفي تصريح لمسؤول مكتب "كاريتاس" بالقاهرة قال: "إن كاريتاس تعمل في العراق منذ أكثر من عشرين عاماً، لكنها ضاعفت من نشاطها بعد حرب الخليج الثانية؛ خاصة في منطقة شمال العراق التي تُعدُّ أرضاً خصبة لأنشطة المنظمات الكنسية بمختلف طوائفها.
7 - "منظمة أكورن"ACORN المدعومة من الفاتيكان: وتقوم بإدخال العشرات من الأكراد المسلمين إلى دورات تنصيرية في كنائس خاصة بعد إغرائهم برواتب كبيرة تبلغ 600 دولار شهرياً، ويتم اختيار المتميزين منهم وإرسالهم إلى الفاتيكان، ليعودوا بعد فترة كـ"مبشِّرين"..
وقال "مركز وطن الإعلامي": إن هناك حالياً مقرات خاصة لإدارة شؤون مثل الدورات، تقع في ثلاث مناطق هي:
دهوك: والمسؤول عنها يُدعى "يوسف"، وهو مسيحي من أهالي قضاء "سميل" (8 كم عن دهوك).
عينكاوة: (في أربيل) والمسؤول عنها يُدعى "فريد"، وهو مسيحي يحمل الجنسية الايطالية، ويقيم في أربيل.
محلة آشتي: (في السليمانية) والمسؤول عنها "كاظم البغدادي"، وهو مسيحي من أصل مسلم تنصّر منذ سنوات، بغدادي الأصل ويحمل الجنسية الكندية، ويمتلك مكتبة كبيرة في شارع "بيرة ميرده".
وقد دفعت كل تلك النشاطات الاتحاد الإسلامي الكردستاني إلى تقديم استنكار إلى "مسعود البرازني" رئيس إقليم كردستان لما يجري من عمليات تنصيرية داخل الإقليم.
الواقع أن كثيراً من الأطفال تم خطفهم من "الفلوجة" ومناطق عراقية أخرى بعد استشهاد ذويهم، ومن بقي منهم قالوا لهم: "إن أطفالكم ماتوا وتم دفنهم"، وحقيقة الأمر أنه يتم بيعهم إلى القوات الأمريكية التي تسلمهم بدورها إلى الهيئات والمنظمات التنصيرية، وهذا ما يتم في الخفاء..
أما الجانب المعلن لعملية تنصير الأطفال في العراق، فكلنا سمع وشاهد المآسي التي تعرض لها أطفال معاهد الأيتام واللقطاء.. ولعل أشهرها "معهد الحنان لرعاية الأيتام" الواقع في منطقة "العطيفية" وسط بغداد مقابل "جامع براثا"، والذي شهد فضيحة عرضتها وكالات الأنباء العالمية؛ حيث تم الكشف عن حالات الاعتداء والاغتصاب التي تعرض لها بعض أطفال المعهد من قِبَل أفراد "قوات بدر" ومليشيات "جيش المهدي".
وفي غضون هذه الفضيحة أعلنت شبكة CBS الإخبارية الأمريكي، من خلال مراسلتها في بغداد التي كشفت عن الفضيحة، عزم ضابط أمريكي من ولاية "وسكنسن" السعي للحصول على الموافقات اللازمة لنقل أطفال دار الحنان إلى الولايات المتحدة لتلقي الرعاية المطلوبة لهم!! ولا ندري تحت أي مسوَّغ ينقلون أولئك الأطفال الذين يتعرضون بلا شك لعمليات التنصير.
مجلة المجتمع : موضوعات الغلاف
تاريخ: 29/03/2008
بغداد: سارة علي
الخميس, 17 أبريل, 2008
غلاف مجلة المجتمع العدد 1795
ننصح بقراءة كتاب
إظهار الحق
تأليف: ابن خليل الرحمن الهندي
نبذة: كتاب عبارة عن مجلس مناظرة بين الشيخ وبعض القسيسين، يظهر أخطاء وأغلاط اليهود والنصارى وافتراءاتهم، جاء الكتاب في مقدمة وستة أبواب. وقد ظهرت الغلبة للشيخ في مسألتي النسخ والتحريف اللتين كانتا من أدق المسائل وأقدمها في زعم القسيسين، فلما رأى ذلك سَدَّ باب المناظرة في المسائل الثلاث الباقية.