الجوهرة!..
إن الحالات الروحية العالية، لا تعطى للعبد كي تبقى معه، هي من الأصل تُعطى لتؤخذ.. أشبه ما يكون بالجوهرة، التي يقدمها التاجر كعينة، ليراها المشتري فقط، لا ليأخذها.. ورب العالمين له هذه الحالة مع البشر، يقول: يا عبدي، أنت تعال إلينا، ونحن نعطيك بعض الامتيازات، وبعض اللذائذ المعنوية.. والعينة في ليلة القدر، وفي يوم عرفة، وعند الحطيم.. رب العالمين يريد أن يقول: يا بني آدم، كفاك شهوات دنيا: فشهوة البطن محدودة، وليست دائماً متوفرة.. والشهوات الجنسية أيضاً محدودة، وليست دائماً متيسرة.. فإذن، لمَ لا تبحث عن أنس يكون معك دائماً متى ما تريد؟!.. العلماء والصالحون والأولياء، عندما يشعرون بأي ضيق أو شدة أو حزن، فإن الأمر عندهم لا يحتاج أكثر من سجدة فقط، وإذا بهم يعيشون عالماً آخر!..