الدين جاء من أجل الله والآخرة
بسم الله وبالله والصلاة على خير الأنام محمد وعلى آله الأطهار والحمد لله رب العالمين
· في الثقافة الدنيوية التي تغزو عقول البشرية والتي باتت تجعل كل شيء من أجل الدنيا ، صار الدين نفسه من أجل الإنسان ومن أجل الدنيا ، وليس من أجل الله جل جلاله ، لذلك صاروا يبحثون عن مبررات وعلل الأحكام من خلال بحثهم عن منافع دنيوية لهذه الأحكام ، وكأن الدنيا هي المهمة ، وكأن الإنسان هو المهم وليس الله جل جلاله ..
· وهم يريدون بذلك أن يقدسوا الدنيا ويعظموا شأنها الى درجة يجعلوا الدين بكل تفاصيله وكأنه قد جاء من أجل هذه الدنيا ومن أجل سعادتنا فيها هنا وليس سعادتنا في الآخرة ، فهم يقولون أن الله سبحانه حرّم الخمر لأنه مضر بصحة الإنسان ولأنه يسبب مشاكل إجتماعية ومشاكل صحية ، وهذا هو الضرر في الخمر ، ولا يقولون أن الضرر في الخمر أنه يسلب الإنسان تركيزه الفكري الذي يحتاجه من أجل أن يتفكر بآيات الله ومن أجل أن يتذكر الله جل جلاله ..
· وهم يقولون أن الصوم نافع لصحة الإنسان ، ويريدون أن يتناسوا أن الصوم قد شُرِّع من أجل أن يتواضع الإنسان لربه ويشعر بضعفه ويفتقر الى نِعَمه سبحانه ..
· وهم يقولون أن الله سبحانه حرّم لبس الذهب على الرجال لأنه يضر بنشاط الدورة الدموية ولا يقولون أن الله سبحانه قد حرّم لبس الذهب على الرجل لأنه يريد للرجل أن يكون متواضعاً في ساحة الله لا مختالاً ولا فخوراً ، ويريده أن يكون أخروياً وثورياً وليس دنيوياً ومترفاً ..
· وهم يقولون أن الله سبحانه حرّم أكل لحم الخنزير لأن فيه جراثيم وهو ناقل للأمراض ، ولا يقولون أن الله سبحانه يُربي الإنسان بذلك على طاعته جل جلاله ويعلم الإنسان أن لا يفعل إلا ما يُرضي الله وما يقبل به الله سبحانه ..
· فالدنيويون الذين يسيطرون اليوم على مقاليد الفكر الديني ويفتون في الدين كل يوم يجعلون الدين كله في خدمة الحياة الدنيا وليس في خدمة الحياة الآخرة ، ويجعلون الدين من أجل السعادة الدنيوية وليس من أجل السعادة الأخروية ، ويجعلون الدين خادماً للإنسان وليس خادماً لله وقائداً للإنسان بإتجاه خالقه سبحانه ..
· لذلك علينا أن نكون في منتهى الحذر في هذه المرحلة أمام كل الإحصاءات والدراسات العلمية التي يقدمها أولئك الدنيويون الذين يريدون الترويج للدين ، لأنه يمثل هويتهم الثقافية القومية وليس طريقهم الى الله والى الآخرة ..
· كما علينا أن نفهم أن أغلب المعارك السياسية التي تدخلها الحركات السياسية والجهات الدينية في كل المذاهب والملل هي معارك دنيوية وصراعات دنيوية لا علاقة لها بالله وهي منطلقة من الفهم الدنيوي للدين الذي ساد في عصرنا الحاضر .
إن الدين الذي سيقوم على الأرض هو الدين الأخروي والدين الإلهي الحقيقي الذي عمل من أجله الأنبياء والأولياء وهو الدين الذي سينتصر على الدين كله عندما تبدأ ثورة ولي الله المنصور(ع)
رد مع اقتباس
