بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وَآَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو ذر الغفاري (جندب بن جنادة)
ولد أبا ذر الغفاري في قبيلة غَفار وهي قبيلة عربية .. مُضريَّة .. كانت مساكنها على طريق القوافل التجارية بين مكة والشام ..
وهـو أبـو ذر الغفـاري ، جُندَب بن جنادة ، بن قيس ، بن عمـرو ، بن مُليل ، بن صُعير ، بن حرام ، بن غفار .. وأمه رملة بنت الوقيعة من غفار أيضاً ..
أما الذي ميز أبا ذر قبل الإسلام عن أبناء القبائل العربية تميزاً بارزاً شد إليه القلوب والأبصار .. فهو اعتقاده بالإله الأحد ، ورفضه عبادة الأصنام ..
وعن أخلاقه وصدقه وزهده وكرمه
فلا ريب أن أرفع مزايا الكمال في الخلق الإنساني الصدق ، وقد كان أبو ذر صادقاً مع الله ورسوله ، وصادقاً مع مبادئه وعقائده ، وصادقاً مع المجتمع الذي عاش فيه .. وصادقاً مع نفسه ، ويرى الرسول نور الصدق يسع من كل خلية من وجود أبي ذر ، فإذا هو يقول : ((ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر)) ، وشهادة رسول الله (ص) هذه ترفعه إلى قمة الفضائل الإنسانية .
أما زهده فيتجلى في الدنيا ونعيمها .. مفاتنها .. في كل نبضةٍ من حياة أبي ذر .. وقد سما به زهده حتى أجلسه في مقـاعد الأنبياء .. لِنْستَمِع إلى نبي الهدى والرحمة يقـول : ((أبو ذر في أمتي كعيسى بن مريم في قومه)) .
وفي كرمه قال الزركلي في الأعلام : ((وكان أبو ذر كريماً لا يخزن من المال قليلاً ولا كثيراً ، ولما مات لم يكن في داره ما يُكَفَّنُ به))
_______
لقد عمل مخلصاً ليزرع شجرة الخير في كل قلب لتعطي حباً ومساواةً وفرحاً .. ولكن السلطة الحاكمة هبّت إعصاراً ساماً.. فأتى على الشجرة وأضاع الثمرة..
كم ساومته السلطة على أن يتلبّس بالصمت.. فرفض
قدّمت له الذهب.. المنصب.. فرفض
طلب شيئاً واحداً.. أن يكون النظام الاجتماعي والاقتصادي عادلاً..
ولا ريب أن شخصية أبي ذر تتجدد باستمرار، إشراقاً وضياءً.. تجدد الربيع
كم امتحنت السلطة في الشام وفي المدينة أبا ذر، وقدمت إليه الدنانير.. فتعالى فوق إغراء المال...
ولما أرسل إليه عثمان مرةً مئتي دينار، مع عبد له، قال له: إن قبلها منك فأنت حر
فردها أبو ذر ولما بكى العبد، قال أبو ذر: "إن كان فيها عتقك، فإن فيها عبوديتي"
ومن صفاته وشجاعته :
كان أبو ذر أسمر اللون ، طويلاً عظيماً ، نحيف الجسم ، كثير الشَعر ، ، وقد تميز عن أفراد قبيلته بشجاعة القلب ، وقوة البأس .
وكان موقفه البطوليُّ الفذُّ من السلطة الحاكمة ، من اجل إنصاف الجماهير البائسة .. المحرومة .. كان ذلك الموقف أشمخ وأنضر بطولة عرفها تاريخ الإنسان .
وقد ظلت بطولاته حتى وفاته عام 32 هـ وحيداً محروماً منفياً ، ويظل الزمن يردد على امتداد عمر الزمن قول رسول الله (ص) به: ((يرحم الله أبا ذر يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويحشر وحده)) .
منقول
نسألكم الدعاء لنا ولكتاب الموضوع الاصليين...
اختكم
العراقيه