ان الفساد هو اخطر مرض يصيب المجتمعات و يشل حركة التقدم و متى ما كان هناك موظفون فاسدون اداريا وماليا يمكن ان يكونوا حاضنات او مرفأ الى الارهاب. ان الارهاب و الفساد عنصران متلازمان اذا لم نقض على الفساد لن ننجح في القضاء على الارهاب .
ان الحملة الاخيرة التي قامت بها حكومتنا برئاسة المالكي و تشكيل هيئة النزاهة العليا لمحاربة الفساد الاداري و تفشي الرشاوي لدى موظفي الدولة و كذلك تثقيف المواطن من خلال الحملات الاعلامية الثقافية كل هذا ساعد على خفض مستوى الفساد.
حيث أن دراسة قامت بها لجنة النزاهة قد أشارت الى انخفاض ملحوظ في عدد من الرشاوى في بعض الإدارات في محافظة بغداد بعد ثلاثة أشهر من الحملة الوطنية لمكافحة الفساد. ذكرت لجنة النزاهة ان هذه النتائج هي مقارنة مع شهر أبريل الماضي لدراسة قبل بدء الحملة.
واشار البيان الى ان ادارة التسجيل العقاري في بغداد على رأس القائمة فان معدل الانخفاض كان من 58.8 في المئة في نيسان / ابريل الى 17.12 في المئة في آب / أغسطس. كما تم خفض معدل الرشاوي في دوائر الشؤون المدنية ، من 32.42 في المئة في نيسان / ابريل الى 7.9 في المئة في آب / أغسطس. أما البلديات ، والتي أظهرت ارتفاع ملموس في أنشطة الرشوة في الماضي ، شهدت انخفاض معدل الرشاوي من 97.12 إلى 37.79 في المئة. إدارات الضرائب أظهرت أيضا انخفاضا كبيرا من 46.79 في المئة الى 6.2 في المئة.
لقد عانت دوائرنا من الفساد الاداري و المالي طيلة السنوات الماضية و جميعنا ندرك مدى خطورة هذه الافة على حاضرنا و مستقبلنا .
فهذه الحملة لمكافحة الفساد ، التي قامت بها حكومتنا وعلى رأسها تشكيل اللجنة العليا للنزاهة العامة انجزت ثمارها وقد تم تثقيف العراقيين حول الفساد الاداري ورفع مستوى الوعي العام من خلال الراديو والتلفزيون والصحف والمجلات ، والإنترنت ، فضلا عن عقد المؤتمرات والندوات الثقافية في جميع أنحاء مدن وبلدات وقرى العراق. كل هذا ساعد على الحد من مستوى الفساد.
حكومتنا قد اتخذت مبادرة ايجابية لمحاربة الفساد ، وبالتالي لابد لنا من الصبر ومساعدة حكومتنا لأنها تمضي قدما في بناء بلد جديد مزدهر. يجب علينا أن نتذكر دائما أن لإحداث تغيير في اي مجتمع ، يجب أن نبدأ بأنفسنا اولا. لذا مكافحة الفساد هو الطريقة الفعلية لترسيخ جذورنا و بداية عصر جديد بعيد عن الفوضى و الفساد. يجب علينا أن تمتنع عن القيام بأعمال غير مشروعة أو اتخاذ طرق غير مباشرة مثل الرشوة أو مدفوعات غير قانونية لتحقيق أهدافنا الخاصة على حساب الشعب . ان القدرة على فعل ذلك يكمن في كل واحد منا, دعونا نستغل الوقت بحكمة و بما يخدم أمتنا .