غونار أكيلوف
الشاعر السويدي غونار أكيلوف 1907 ـ 1968 من كبار شعراء السويد والعالم، حاز على جائزة نوبل في الأدب عام 1950.
* القصائد الثلاثة هذه من مجموعة تتألف من 23 قصيدة كان يشتغل عليها الشاعر قبل وفاته. نُشرت عام 1969بعد رحيله.
* في ذكره لكوردستان وارمينيا وبحيرة وان اشارات الى تأثيرات تاريخ الشرق في شعره، إذ تخصص في الدراسات الشرقية العربية والفارسية، وسافر الى الشرق ليعيش أجواءه السحرية التي أثّرت فيه كثيراً. وهذه الاشارات هي من تواصلية تجليات ثلاثيته الشعرية الشهيرة التي كتبها بعد عودته من رحلته الشرقية 1965 وهي: :(ديوان أمير أمجيون) 1965- (حكاية عن فاطمة) 1966، (الدليل إلى باطن الأرض) 1967. وهنا ترميز تاريخي من قصة أمير أمجيون الذي كان أحد أمراء الثغور على حدود الامبراطورية البيزنطية في القرن الحادي عشر الميلادي خلال حقبة السلاجقة الأتراك. وفي معركة (منذكرت) 1071 م خسر البيزنطيون أمام جيش المسلمين بقيادة ألب أرسلان. وكان أمير إمجيون قد شارك في تلك المعركة ثم اصابه العمى حيث حكم عليه بسَمْل عينيه لاتهامه بأنه أحد الحكام الذين لا يوثق بهم. فعاد الى موطنه الأصلي سارديس على مقربة من بحيرة (وان) بين ايران وارمينيا تقوده ابنته. وقد صوّره اكيلوف في شعره بنَسَب نصفه كردي ونصفه ارمني.
* بيلوبونيسيوس: شبه جزيرة يونانية تقع فيها اسبارطة . وعليها جرت احداث تاريخية روتها الملاحم الأغريقية، من صراع الآلهة وابطال هوميروس حيث سقط العديد منهم صرعي على أرضها.
القصائد
1
وعاءٌ مليءٌ بالعيون
تركته عند الخريف
نعم، وعاءٌ مليءٌ
بالعادات السيئة
لذا مُنحتُ الرؤيةَ
وجوهُ الموتى والأحياء
عوَق انساني
والضروريُّ الوحيد
أنا ممنوع من
الحديث عنه
أقفُ في حديقة أبيقور
حيثُ يُزهرُ الغار
والآلهةُ العليا
بعيدةٌ في اللانهاية
2
لقد أحرقتُ القفطانَ
الذي حصلتُ عليه عند البوابةِ
لم يُدفّئ يديَ أبداً
الذي جلس على العرش كان صامتاً
فقط الوزير بيديه المعقودتين على بطنه
علامةً على الخضوع
سمح لفمهِ أن ينطقَ بكلمةٍ لم أفهمْها
إلا فيما بعد
الآن بعد العودة الى الدار
رغم أني لم أعدْ استطيع رؤيةَ جبالي
أسمع عن رسالة يحملها
مبعوثون برابرة:
ـ أعطِني رمادَ كوردستان
رمادَ بغدادَ
أعطني دمَ أرمينيا
إسحقْ بحيرةَ وان
أعطني رمادَ بيلوبونيسيوس*
أنجزْ!ـ
وهؤلاء المعاقون الجبناء
الباشوات ذوو الذيول الثلاثة
قادمون على الطريق، مثلما سُمعَ هنا.
رماد ! رماد ! مِمَ خُلقوا
غيرَ منْ رمادهم أنفسهم؟ مشتتة في الريح
جبالنا من رماد، حقيقية
خلفياتنا من رماد
سيأتي يوم تسقط فيه القسطنطينية
مع ذلك أنا من الرماد
لكنَّ ابنتي تحيا
وبناتها سيلدْنَ
وبناتها أيضاً سيعشقْنَ ويرعيْنَ عشاقَهنَّ
يُضمدْنَ الجرحى
ويقدْنَ العُميانَ الى بيوتهم
في هذا العالم المشوش
الى القادم
المظلم
والمضيء
كيفما يكنْ ضياؤنا
وكيفما يكنْ ليلنا
فليس أكثرَ من غطاءٍ ملوَّث
3
لقد ثرْتُ في وجوههم
لا لأنهم شياطين
ولا لأنهم آلهة رحماء
إنما لأنهم كانوا غير مبالين
إنْ كانوا شياطين
أم كانوا إلهة
كانوا متوهجين
نورهم
لم يُلقِ أيَّ ظلٍّ
ظلهم لم يحجبِ النورَ
ترجمة:أ. عبد الستار نور علي