مبدعةٌ أنتِ يا عنود
موضوع يستحق النقاش
لشيوعه وإنتشاره في كل مجتمعات العالم
وما من كاتب إلاّ سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
تعتبر ظاهرة الكتابة على جدران المنازل أو المرافق الحكومية من العادات السيئة التي يقوم بها بعض الشباب من خلال كتاباتهم وتعبيراتهم الشخصية حيث تحتاج هذه الظاهرة إلى التحليل ودراسة البيئة الجغرافية والبيئة الاجتماعية والنفسية فالسلوك أحياناً يكون سلوكاً عدائياً ضد الآخرين وأحياناً يكون عبارة عن التعبير عن احباطات يعيشها هذا الشاب الذي قام بالكتابة على الجدران سواء كانت كتاباته مقبولة أو مرفوضة وأحياناً تكون هذه الكتابة عبارة عن عادة نشأت معه منذ الصغر والتي لم توجه توجيهاً سليماً فأصبحت مكوناً من مكونات شخصيته, ليعلم كل شاب قام بالكتابة أنه لا يجوز شرعاً الاعتداء على أملاك الغير سواء كان بكتابة أو تخريب أو غيرها لأن أموال المسلمين محترمة ومحفوظة بحفظ الشرع لها وقد ثبت الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا" وهذا يدل عل أموال المسلم سواء أكانت نقوداً أو مبانٍ يحرم الاعتداء عليها أو أخذها أو افسادها والحاق الضرر بها. كما حذر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أذية المسلمين فقال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" ولا شك ان الكتابة هي إساءة لصاحب المبنى وهي داخلة في هذا الحديث إذ لا يليق بمسلم يدعو إلى احترام أموال الناس وممتلكاتهم ثم يقوم هو بافسادها خلال ما يكتبه على تلك الجدران أما بذكر أسمائهم أو ألقابهم.
أما الطرق العلاجية وذلك من خلال عقد ورش تربوية توجيهية للطلاب تبين مخاطر العبث والإساءة للآخرين من خلال الكتابة وما يترتب على هذا السلوك وان يكون هناك تشريعات رادعة ومعلنة لمن يقوم بهذه الكتابة بصفتها تعكس ثقافة ووعي المجتمع خصوصاً للزائرين من خارج البلد أو من هم بداخله وتوظيف المنابر الدعوية لبيان مخاطر تلك الكتابات واستغلال مجالس الآباء والمعلمين لطرح هذه الأعمال لمعالجتها فالعلاجات تعتمد على الأسباب الكامنة والدوافع الداخلية وراء هذا العمل. وكذلك إتاحة الفرص للشباب للتعبير عن آرائهم وفق الضوابط الشرعية واشاعة ثقافة الحوار بين الشباب في المدارس والنوادي الرياضية والتوجيه والتوعية المباشرة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة لمنع الكتابات العشوائية التي تشوه الجدران ومعاقبة فاعليها.