بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
واحذر من المظلوم سهما صائباً .. واعلم بأن دعاءه لا يحجب
آااه يا لها من صرخةٍ مدويةٍ ممزوجةٍ بدموعٍ ساخنةٍ فاضت من عينين باكيتين وقلبٍ محترقٍ ودعوةٍ قطعت المسافات الطويلة واخترقت الحجب السبعة بأقل من لمح البصر لتهز عرش الجبار الذي آل على نفسه أن لا يرد دعوة مظلوم أبدا وأن الظالم وإن عاش مديد العمر متنعماً لا بد وأن يأتي عليه يوم يتمنى فيه الموت على الخزي الذي يلاقيه بسبب ظلمه وجوره لذلك الإنسان الذي لم يجد له قوة عليه ولا حيلة يتمكن فيها من رد ظلمه عنه إلا بأن يرفع يديه بالقنوت ويدعو عليه بقلبه المحترق وعيونه الباكية لتتحول تلك الدعوة إلى سهم من سهام النار التي وجهها الحكيم العزيز بعدله لتصل بسعيرٍ ملتهبٍ وتقع في قلب ذلك الظالم ليجعل ذلك النعيم الذي يتقلب فيه والهناء الذي يشعر به والغرور الذي ركبه بسبب إمهال الله له والذي جعله يطغى على ذلك المستضعف بظلمه له وتجبره عليه وتهوره في التعامل معه متمادياً في غيه ناسياً أو متناسياً المتفضل عليه بالنعم
نعم يجعل كل ذلك جحيماً يحرق قلبه وسعيراً تشتعل في جسمه وعاراً يتلبسه وخزياً يلاقيه في حياته الدنيا ليعش حياة الخوف التي عيشها أخيه الذي ظلمه فلا تستقر نفسه ولا تطيب عيشته ويبقى في اضطراب وصراع دائمين إلى أن يقصف الله عمره ويهوي به خالداً في دركات الجحيم لتشوى عظامه وينضج لحمه ويخزى في عذاب الله المقيم قرينه الشيطان الرجيم الذي زين له سوء عمله وغره في حياته الدنيا ليكون ظالماً وجائراً تكبراً وتجبراً فها هو اليوم يدعو ولا من مجيب وإن أجيب يجاب بالمطارق المشتعلة بنار السعير لتهوي على رأسه وتيذب جسمه حينها يتمنى أن يكون ترابًا كي لا يرى هذا العذاب الذي لا نهاية له
نعم إن الظلم ظلمات يوم القيامة فعلى كل من يحمل لبا وفكرا أن يتريث قبل أن يقدم على ظلم من هو دونه أو أن يتعالى على من كان سببا في وجوده حتى لا يكون سببا في ظلم نفسه وتكون خاتمته الخزي والعار في هذه الدنيا والويل والثبور في حياة الخلود