هل أهرب من حلم اليقظة أم ألجأ إليه؟!
أحلى التحايا وأعطرها لكل من يمر من هنا وتقع عيناه على هذه الكلمات..
دعونا اليوم نتكلم عن الأحلام ليس الحلم الليلي أو الرؤيا بل "حلم اليقظة "بالذات..
هل أحلام اليقظة خاصة بالإطفال فقط ...؟ مافائدتها ..؟؟
وهل إذا ماحلمت أحلام يقظة أعتبر مجنوناً أو على أقل تقدير مريض نفسي ..؟
وهل إذا لازمتني أحلام اليقظة هذه عليّ مراجعة أخصائي نفسي ..؟
أحلام اليقظة بالتأكيد ليست خاصة فقط بالطفل والدليل إن الإنسان إذا ماتمنى شيء ولم ينله أو شعر بإنه بعيد المنال يركن لحلم اليقظة فيسرح بفكره وخياله وعقله وقلبه وكل كيانه نحو ذلك الحلم حتى لو كان أمام المرآة ويعي أنه ليس نائماً ويعلم أنه مجرد حلم ..لكن مجرد الإستمرار به يجعله يشعر بالأمل بغدٍ أفضل وأنه حزنه تبدد قليلاً حينما ركن لذلك الحلم..أحلام اليقظة ظاهرة من ظواهر الوحدة؛ وهي ظاهرة تجد جذرها في روح الحالم. وهي ليست في حاجة إلى صحراء لكي تستقر وتنمو. إذ يكفي أي عذر لكي نضع أنفسنا في ظرف من الوحدة الحالمة. وإنه لتستقر في هذه الوحدة الذكرياتُ نفسها في لوحات. فالإطار يطغى على المأساة. وتأخذ الذكريات الحزينة على الأقل السلامَ من السوداوية؛ ويضع هذا الأمر فارقًا بين حلم اليقظة والحلم. فالحلم يبقى مثقلاً بانفعالات شيدت في حياة النهار. فللوحدة في الحلم الليلي عداوة من العداوات دائمًا. إنها غريبة. إنها ليست وحدتنا فعلاً.إما أحلام اليقظة تضعنا في عالم، وليس في مجتمع. فثمة نوع من الاستقرار والهدوء ينتمي إلى أحلام اليقظة وهي تساعدنا في الهروب من الزمن. إنها حالة. فلنذهب إلى عميق جوهرها: إنها حالة روحية.وتبقى للذهن مهمة صناعة الأنظمة، وترتيب التجارب المختلفة، في محاولة لفهم الكون. فالصبر يليق بالذهن لكي يوطِّن نفسه على قول ماضي العلم. فماضي الروح بعيد جدًّا. والروح لا تحيا مع مرور الزمن. إنها تجد راحتها في الأكوان التي يتخيلها حلم اليقظة.
الشاعر يستفيد من حلم اليقظة فيدونها قصيدة أو خاطرة تحوي تلك الأحلام ..، والرسام أيضاً يلونها بريشته ..والقاص كذلك يرويها في حكاياته فيكون إنتاجهم النفسي هو نتاج خيالهم وأحلام يقظتهم..، أما الإنسان الغير بارع في تنظيم الشعر أو رسم اللوحات أو تسطير الحكايات هل يستفاد منها..؟.
وتبعد الذات عن أطار السلبية المحيط بها..
الحلم الليلي أو إثناء النوم يفُسَر ويفسره الكثيرين ممن لديهم الخبرة الكافية لذلك يسعون وراء السمة الأكثر انتشارًا فإنهم يدرسون الرؤيا الرؤيا الليلية المدهشة، ويولون قليلاً من الاهتمام لأحلام اليقظة، فأحلام اليقظة لا تمثل بالنسبة إليهم سوى أحلام مبهمة، من غير بنية ولا قصة ولا لغز. ذلك لأنهم يعتبرون أحلام اليقظة عبارة عن قليل من مادة ليلية منسية في وضح النهار. وإذا تكثفت المادة الحلمية في روح الحالم قليلاً فإن أحلام اليقظة تسقط في الحلم؛ وهكذا تصبح أحلام اليقظة نعاسًا، وينام الحالم. عله يرى ماحلم به في يقظته وقد تحول لرؤيا تفسر..أحلام اليقظة مفيدة جدًّا للتوازن النفسي وقد تفصح عن راحة الفرد، وعن أمور يتمناها وهناء ينتظره . ويدخل الحالم وأحلام يقظته، جسدًا وروحًا، جوهر السعادة... حلم اليقظة ينسج حول الحالم خيوط الأمل بالمستقبل فيمنح الحالم قوة تدب في كل أجزاء جسده لتقاوم كل ضغوط الحياة وتقطع شباك اليأس فيعود بعدها وكله نشاط وحيوية لإن يصنع شيء ما مما حلم به في يقظته .. فلمَ نلجأ لعلاجها وكأنها أنحراف في الحلم، لكي ندرجها، من غير مناقشة، في باب الأحلام.؟
فحينما يشعر الإنسان بسوداوية الوقت واليأس محيط به من كل الجوانب ..ن فينظر إلى صفاء السماء وينسى كل ماحوله وكل من حوله فيشعر المرء أن في ذاته شيئًا يغفو وآخر يستيقظ. فيخيل إليه أن العالم كله بإسره يساهم في سعادته فيبدأ بإن يكون سعيداً ليصبح بإحلام اليقظة كلّ شيء بها وفيها جميل ..إننا بالخيال، وبفضل دقة وظيفة اللاواقع، ندخل عالم الثقة، عالم الكائن الواثق، العالم الذاتي لأحلام اليقظة الشاعرية...وتدفع صاحبها الى بذل أقصى جهوده وتوجيه قدراته الابداعية لتحقيق أحلامه،كما إنها تعمل على تخفيف توترات الحياة اليومية ومشاكلها.من هنا،فان كثيراً من الباحثين النفسيين والاجتماعيين يعتقدون بإن أحلام اليقظة عبارة عن استجابات بديلة للإستجابات الواقعية ،فان لم تتوفر للمرء فرصة إشباع دوافعه في الواقع ،فانه يحاول تحقيق ولو جزء من ذلك الاشباع عن طريق حلم اليقظة ،وبذلك تخف حالات الخوف والتوتر والقلق في نفسه،فحالة طبيعية وصحية ولاتستهلك الطاقة الحيوية للتفكير بل على العكس من ذلك فانها تثرية وتزيده قدرة يمارس العقل البشري من خلال عمل مناطق مسؤولة عن ذلك،فمهما كانت أجزاء المخ مشغولة بمهمة معينة حتى ولو كانت تستحوذ على اهتمام الانسان فان مناطق أخرى في المخ لاتتوقف عن التواصل بحلم اليقظة فالفرد مهما مارس من نشاط إجتماعي او مهني فان ذلك لايمنع من تواصله مع أحلام اليقظة للتخفيف من الجهد الذي يبذله في تلك اللحظة لذا تسمى تلك الشبكة من الدماغ" الفكر المستقل عن المثير" او "تجوال العقل على الابداع الفكري والسلوكي."هناك من يستغل حلم اليقظة بتفريغ حقد أو مواجهة مباشرة مع من لايستطيع مواجهته وجهاً لوجه..،فيحاول أفراغ ماكبته في نفسه من لوم وعتاب ولكن بعدما يواجه من يخافه في حلم اليقظة سيخف ماأختزن من حقد لإنه صبْ جام غضبه على من يكره أثناء حلم اليقظة..وكذلك يستعمل أطباء علم النفس فينصحوا المريضبإن يحلم حلم يقظة وتكمن هذه الطريقة في حث العقل الباطن على تبني وتلقي طلب المريض كما هو مرسل من عقله الواعي وتتحقق هذه الطريقة على اكمل وجه من خلال حالة حلم اليقظة والإستغراق في التفكير في الحلم ..،
وتعتبر طريقة من طرق عملية في الشفاء عن طريق العقل الباطن..
قد يشعر الإنسان بخجلٍ حينما يتحدث عن أحلام اليقظة فمن الممكن أن يفهم من يحدثه أنه مجنون أو على شفا حفرة الجنون أو مخرف أو غير ذلك ولذا أحلام اليقظة، خلافًا للأحلام العادية ، لا تُروى وحلاوتها إنها لاتروى فتكون خاصة بنا فقط ولنا فقط أو يمكن لنا إيصالها من خلال كتابتُها..كتابتها بإنفعال، وتذوُّقها، والعيش فيها مرة أخرى،كلما شعرنا بالرغبة لذلك.. فلاتضيع على نفسك فرصة الإسترخاء والتأمل على ضفاف حلم اليقظة وأعلم أن كلّ إنسان طبيعي يحلم حلم يقظة فليس هذا مرضاً إلا إذا زاد الأمر عن حده وبدأت تخلط بين الواقع وحلم اليقظة .. وتشطح بخيالك بعيداً دون أن ترسم خريطة العودة للواقع بعد إنتهاء حلم اليقظة..
دُمتم ودامت السعادة حليفة لكم.
الموضوع وضعته يوماً ما في مكان ما.
رد مع اقتباس
.gif "66 (46)")
