الأكراد يطالبون بغداد بموقف حاسم تجاه القصف الإيراني المتواصل
فقد صرح ضابط ايراني كبير بان ايران “تحتفظ بحقها” في مهاجمة قواعد حركة الاكراد الانفصاليين الايرانيين في حزب الحياة الحرة (بيجاك) في كردستان العراق، وقال المسؤول العسكري الذي لم تكشف الوكالة هويته “نحتفظ بالحق في تدمير القواعد الارهابية في المناطق الحدودية بين ايران وكردستان العراق” مضيفا" اننا لن نسمح للارهابين بالاستقرار في الاراضي العراقية بدعم الولايات المتحدة و سوف نتحرك ضد اولائك الارهابيين" .
الغريب في ان هذه التصريحات جاءت ردا اتهامات وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا الذي صرح بان الاسلحة التي تستخدمها المليشيات و المجاميع المتطرفة تاتي من ايران و هي تستهدف كلا من القوات الامريكية و العراقية وأضاف بانيتا أن واشنطن ستضغط أولاً على الحكومة العراقية والجيش لملاحقة الجماعات الشيعية المسؤولة عن هذه الهجمات واستطرد "سنفعل ما علينا أن نفعله بشكل منفرد لنتمكن من مواجهة هذا الخطر أيضاً " مشيراً إلى حق القوات الأمريكية في الدفاع عن نفسها على الأراضي العراقية.
ان محاولة تزوير الحقيقة واضحة , فالامر واضح للجميع, ايران لا تحترم السيادة العراقية و هي الممول الاساسي للعنف في العراق و لازالت تقوم بعمليات عسكرية داخل الحدود العراقية حيث تهاجم القوات الايرانية بالمدفعية من حين لاخر عناصر “حزب الحياة الحرة” (بيجاك) المنضوي تحت لواء حزب العمال الكردستاني التركي ويمثله اكراد ايرانيون يتخذون من المناطق الجبلية الوعرة في اقليم كردستان معقلا لهم و قد واصلت المدفعية الإيرانية حتى يوم امس قصف قرى دولي باليان و خوارو وكومي بيكوديان و ميركه سير وكومي كرمه و سوران على الحدود المحاذية لمحافظة اربيل.
وقال الناطق باسم كتلة "التحالف الكردستاني" مؤيد طيب إن "كل الجهود العراقية لم تثمر حتى الآن, فما زال قصف المدفعية الإيرانية مستمراً منذ أيام والأمر يحتاج إلى جهود مضاعفة" وأشار إلى أن "البرلمان كان قد أوصى لجنتي الأمن والدفاع بمتابعة الأمر مع وزارة الخارجية والعمل لحل مشكلة والقصف والاعتداءات المستمرة الإيرانية و التركية على شمال العراق"
لكن الرد الايراني الوقح على الموضوع تجلى في تصريح غير منطقي, حيث ان الحكومة الايرانية ردت على الموضوع بان "الجانب الإيراني يقوم بملاحقة عناصر مناوئة وهم مواطنون إيرانيون تسللوا إلى العراق و سوف يعمل اي شي للقضاء عليهم".
ان هذه الممارسات الإيرانية تعد انتهاكاً صارخاً للأعراف والإتفاقيات الدولية الخاصة بالعلاقات الحسنة والطيبة والسلمية بين الدول وخصوصاً بين الدول الجارة وخرق للسيادة العراقية، إن طهران بهذا الشكل تناقض نفسها ، فهي تتحدث عن العلاقات الطيبة وعن اعراف وقيم حسن الجوار كخطاب سياسي للإستهلاك الإعلامي في حين ان ما يحدث على أرض الواقع مناقض ومغاير تماماً ، فالقصف المستمر للقرى الكردية العراقية في اقليم كردستان ينم عن حالة عدائية ومحاولة لإثبات قوة إيران بحجة مطاردة مقاتلي حزب (بيجاك) الكردي ، فهذه التجاوزات هي بمثابة رسالة خطيرة للمجتمع الدولي برمته.
رد مع اقتباس