السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افتتح موضوع هذه الواحة الادبية بالشاعر والاديب الكبير محمد مهدي الجواهري
محمد مهدي الجواهري (1899ـ 1997) شاعر من العراق ولد في النجف، كان أبوه عبد الحسين من علماء النجف، عائلته تعرف بآل الجواهر، نسبة الى احد أجداد الأسرة، اذ ألف الجدّ هذا كتاباً في الفقه واسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام" ومنه جاء لقب الجواهري .
كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .
نظم الشعر في سن مبكرة، واظهر ميلاً منذ الطفولة الى الأدب، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية .
صدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام ( 1928)، واشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما توّج، وكان الجواهري لا يزال يرتدي العمامة، ثم تركها كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي، وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف الى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف، منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) .
بعد ثورة تموز 1958 انتخب رئيساً لإتحاد الأدباء العراقيين ونقيبا للصحفيين. واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان، ومن هناك استقر في براغ سبع سنوات، وصدر له فيها عام 1965ديوان جديد سماه "بريد الغربة ".
الجواهري من اروع الشعراء الذين كتبو وتغزلوا بدجلة
فكتب قصيدة<<<يا دجلة الخير>>> فيقول
حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين
حييت سفحك ظمانا الوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين
يا دجلة الخير يا نبعا افارقه على الكراهة بين الحين والحين
اني وردت عيون الماء صافية نبعا فنبعا فما كانت لترويني
وأنت يا قاربا تلوي الرياح به لي النسائم اطراف الافانين
وددت ذاك الشراع الرخص لو كفني يحاك منه غداة البين يطويني
يا دجلة الخير قد هانت مطامحنا حتى لآدنى طماح غير مضمون
اتضمنين مقلا لي سواسية بين الحشائش او بين الرياحين ؟
خلو من الهم ألا هم خافقة بين الجوانح أعنيها وتعنيني
تهزني فأجاريها فتدفعني كالريح تعجل في دفع الطواحين
وله قصيدة عينيه اسمها آمنت بالحسين فيها يبكي ويشيد بالامام الحسين ع
ابيات يملأوها الحب والشجن ما قرأتها اعين الا وكانت تصحبها العبرات
والتي مطلعها
فداءً لمثـــواك مـــن مضجـــــــــــــع
........................تـــــنور بــالأبـــلــــــــــــــــج الأروع
بأعــبق من نفحات الجنـــــــــــــــــــان
........................روحاً، ومن مسكها أضـــــــــــوع
ورَعياً ليومـــــــــــك يـــوم الطفــوف
........................وسقياً لأرضــــــــــك مـن مصــــرع
وحُزناً عليك بحـــبـــــــــــس النفوس
........................على نهجك النيّــــر المهــــــــــيــــع
يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.
وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .
وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز1997 م
الكلام يطول عن هذا الشاعر الكبير وما هذه الا نبذة يسيرة عن حياته وما قدمه للادب الثقافة العراقية بصورة خاصة والعربية عامه
الف تحية والف سلام لشاعر العراق الكبير
محمد مهدي الجواهري
رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته
مع التقدير