نداء انساني مفهل من مجيب من واسط صرخة امرأة
فتاة معاقة تعيش بين حسرة الألم والحزن، وأملا إن تسير على قدميها ليعتلي صوتها الحياة
حيدر الزركاني
مضت ثمانية وعشرون عاما ومنال فتاة من أهالي الرفاعي ما زالت تنتظر أملا بان تسير على قدميها ويعتلي صوتها الحياة ،الذي فقدته تدريجيا بعد مرض ولادي كسح قدميها متزايدا بالعوق بعد أن عجزت والدتها بمراجعة الأطباء لمعالجتها،عائلة منال عاشت ومازالت تعيش على فتات الأكل ، فالخبز والشاي وجبة دائمة والملبس والتزين للبنات الثلاث في حسرة ، والأم تتأمل راتب الرعاية الاجتماعية لمنال الذي اجل لحين تشكيل حكومة عراقية جديدة.
[/]
والدة منال تقول، إن مرض ولادي أصاب ابنتها الكبيرة منال التي جابت الأطباء بها في محافظة واسط لعلاجها، ولكن التكاليف الباهظة والمراجعة التي يجب أن تستمر لمدة شهر منعتها من مواصلة العلاج بسب العوز المالي، مضيفتا أنها لاتمتلك القدرة حتى لشراء كرسي متحرك لها، مما تضطر لتركها في البيت وحيدة في بعض الأحيان للخروج إلى مكان ما أو مناسبة معينه، لافتتا إن المسكينة تبقى بوحدتها بألم وحسرة تبكي وتنظر إلى أخواتها الاثنين وهما فرحتين بالخروج دون أن تستطيع تحريك ساكن سوى نظرات بعينين مملؤتين بدموع الحزن،أم منال أوضحت أنها سعت لتخصيص راتب لابنتها المعاقة عن طريق الرعاية الاجتماعية في ذي قار وبعد إكمالها كافة الإجراءات بنخوة الشباب الخيرين من منطقتها، إلا أنها فوجئت بتأجيل تخصيص راتب منال بعد الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة عراقية جديدة، مناشدة المسؤولين والخيرين بمساعدتها لعل ابنتها تستعيد صوتها وعافيتها لتسير على قدميها كأخواتها، سيما أنها فتاة تتمنى أن تعيش كالاخيرات ، مطالبتا بتسهيل معاملة الرعاية الاجتماعية لابنتها كضمان لها في خضم هذا الزمن الغابر على حد قولها،
أما منال تحدثت بكلمات لانفهم منها شيء وكأنها تتكلم في عالم غريب لارحمة فيه ولاانصاف ، ولكن بكل تأكيد نظراتها كانت واضحة ماذا تريد أن تقول، أتمنى أن أسير على قدمي بعد أن امضي حسرتي بالبكاء عند ذهاب أخواتي إلى مكان أو مناسبة ما.
[/]منال التي يبس عودها الأخضر بعد أن فقدت حركتها وصوتها تدريجا لاترى أملا في الحياة سوى أن تطلق نداء للإنسانية، لإنسانة ذو جثة هامدة لاحركة ولا صوتا لها,
أن الله بكل تأكيد قادر على كل شيء فالرحمة موجودة في عالمنا لم تنتهي بعد ويد العون ستأتي من الخيرين والشرفاء لإنقاذ منال المعاقة.