السماوة مدينة هادئة للغاية. يمكن أن تصدق أننا نعيش في دولة أخرى وليس في العراق.

إنها مدينة مختلطة الأعراق والطوائف، ففيها السنة والشيعة واليهود والمسيحيون.

عندما تولت القوات العراقية المهام الأمنية في يوليو تموز الماضي بقيت الأحوال الأمنية في نفس المستوى، لم تتدهور أو تتحسن لأن الناس هم من يحافظون على الأمن وليست الشرطة.

في شهر أغسطس اب الماضي أصبح الحصول على الكهرباء متعذرا, لأن محطة الكهرباء الواقعة جنوب بغداد التي تزود مديتنا بالكهرباء تعرضت لهجوم.

منتديات الفرات منتديات الفرات لدي منزلي وسيارتي وسأتزوج الشهر القادم منتديات الفرات






ولكن الآن الأحوال ممتازة حيث يستمر التيار الكهربي 22 ساعة في اليوم.

بعد أغسطس تم البدء في تشغيل محطة الكهرباء التي بنتها سلطة الائتلاف المؤقتة.

محطة الكهرباء داخل السماوة ونحن أكثر محافظات العراق حظا لأن لدينا محطة الكهرباء الخاصة بنا.

قام اليابانيون قبل مغادرتهم بتركيب مولدات للكهرباء تقوم الحكومة العراقية حاليا بتشغيلها.

لدي منزلي وسيارتي وسأتزوج الشهر القادم بعد خطبة مدتها أربعة أعوام.

لم يكن نظام التعليم عادلا ابان حكم صدام. فأنا مثلا حصلت على درجات عالية ولكن لأنني شيعي ومن الجنوب لم أتمكن من الذهاب إلى الجامعة التي أريدها. لحسن الحظ راقت لي دراستي.

ولكن خطيبتي كانت من المتفوقات في المدرسة ولم تتمكن من الالتحاق بكلية الطب.

والآن أصبحت لدينا الحكومة العراقية الجديدة وأصبحت الأمور أكثر عدلا وستصبح خطيبتي طبيبة كما كانت تتمنى دائما.



سمير- طبيب - 31 عاما


منتديات الفرات عراقيون يمارسون لعبتهم المفضلة رغم الصعوبات



منذ عام كان لدينا 11 طبيبا متخصصا في وحدة المسالك البولية ونحو 40 طبيبا مقيما في المستشفى.

والآن لدينا ثلاثة أطباء متخصصون وما لا يزيد عن تسعة أطباء مقيمون.

الأطباء الذين ما زالوا في المستشفى يتحملون أعباء كبيرة في العمل ويتعرضون للاجهاد البالغ جراء اجراء العلميات الجراحية، وبعضهم يعملون لمدة يومين أو ثلاثة أيام متواصلة.

ولتعرضهم للكثير من الضغوط، فإنهم يتقدمون بطلبات للعمل في مستشفيات أخرى، فهم يريدون أن يعملوا في مستشفيات أصغر في مناطق أكثر هدوءا.

أنا أعمل في المدينة الطبية في بغداد وهي تجمع للمستشفيات التعليمية الرئيسية في العراق، واكبر اساتذة الطب في العراق يعملون هناك.

لدينا نوعان من العمل: عادي وطوارئ. حالات الطوارئ عادة ما يكونون من ضحايا التفجيرات.

لدينا وحدة طوارئ ليلة واحدة في المدينة الطبية. ولا يوجد لدينا طاقم يكفي لفريق ليلي كامل.

منتديات الفرات منتديات الفرات نفقد الكثير من المرضى منتديات الفرات






قد يتعرض ضحايا التفجيرات إلى إصابات في الرأس والكلى والامعاء. ويجب أن تضم فرق العمليات أطباء من كل هذه التخصصات. ولكن الفرق لا تضم كل هذه التخصصات ولهذا يجب نقل المصابين إلى مستشفيات أخرى. ولكن الانتقال صعب للغاية في بغداد وعلى وجه الخصوص ليلا.

نفقد الكثير من المرضى لهذا السبب.

اجتزت اختباري النهائي منذ نحو ثلاثة أسابيع. ولكني أشعر بالاحباط، فأنا لا أستطيع أن أفتح عيادتي الخاصة لأنها أسهل مكان يمكنني أن أتعرض فيه للاختطاف.

أقيم في المستشفى وأذهب لزيارة أمي وأختى في كركوك مرة في الشهر.

المسافة بين بغداد وكركوك 300 كم وعادة ما تستغرق الرحلة سبع ساعات.

كنت في الماضي اعود إلى منزلي كل أسبوعين وأحيانا أسبوعيا، ولكني لا يمكنني أن أقوم بهذا في الوقت الحالي لأن الرحلة خطرة وتستغرق وقتا طويلا.

أشعر بالأمن داخل المستشفى لأني أعرف أغلب من أقابلهم فيها.

ولكن المشكلة تتمثل في السفر من المستشفى إلى البيت أو في نقل أحد المرضى إلى مستشفى آخر.

يوجد حراس على مداخل المستشفى والمجمع السكني التابع لها. وعلى الرغم من أن أغلبهم يحاولون حماية الأطباء إلا إننا نخشى أن يكون بعض أفراد الميليشيا من بينهم.

أود ان أبقى في المستشفى لأن بها المعدات التي أحتاجها لعملي.

أنا في بغداد بسبب عملي على الرغم أنه من الافضل لي على الصعيد الشخصي ان اقيم في كركوك حيث يمكن لعائلتي حمايتي.



كريم - 37 سنة - سائق


منتديات الفرات


أعمل سائق في نقل المواد الغذائية في سوق محلي ببغداد.

كنت في الماضي أتوجه كل يوم للسوق وانتظر الزبائن هناك فلم تكن هناك مشاكل أو خشية من الانتظار في السوق أو أي مكان آخر وكان الزبون يأتي بعد وقت يطول أو يقصر.

لكن الآن لم يعد الانتظار ممكناً في السوق خشية من وقوع انفجار أو حادث اختطاف أو غيره، لذا يتم العمل حالياً عن طريق الهاتف المتحرك، وليس مع أي شخص ولكن مع زبائن محددين أعرفهم عن قرب وأثق بهم.

وعلى الرغم من ذلك، فإن العائد المادي أفضل من قبل، لأننا كسائقين نضيف مبلغ من المال بسبب خطورة الطريق.

يمكنني وصف الوضع في بغداد بأنه كارثة حقيقية. إنه أسوأ من الحرب الأهلية اللبنانية، ما يحدث في بلدي الآن هو حرب تشن على العراق من داخل العراق.

منتديات الفرات منتديات الفرات تأثر الاطفال بازدياد أعمال العنف منتديات الفرات






لقد صرت أخشى على أولادي من الخروج بعد الدوام المدرسي. لدي أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات وعام واحد، ثلاثة منهم يذهبون للمدرسة كل صباح، وبعد عودتهم لا يسمح لهم بالخروج إلا برفقة الأهل.

لقد تأثر الاطفال بازدياد أعمال العنف وصارت لعبتهم المفضلة هي الأسلحة المقلدة، لأن الطفل يرى هذه الأعمال أمامه كل يوم.

عندي بعض الأصدقاء خارج بغداد، لكن لخطورة الطريق لا أتمكن من زيارتهم، حيث لم أزرهم لأكثر من عام وهم كذلك لا يستطيعون زيارتي.

وفوق هذا وذاك بدأ بعض الأهل والمعارف الرحيل إلى بلاد أخرى هرباً من العنف، أنا أعرف عائلتين من أقاربي رحلوا إلى سوريا وبعض أصدقائي في العمل كذلك رحلوا إلى دول مجاورة.

أنا نفسي أرغب في المغادرة خوفاً على أطفالي، لأني لا أرى أي مستقبل هنا أو أمل بالانفراج، لكن لا بد من تحديد الوجهة المناسبة للهجرة؛ فالدول العربية ليست خياراً مناسباً في رأيي لأن بها أنظمة مشابهة لنظام صدام، أما الدول الغربية فهي تختلف عنا في العادات والثقافة بحيث لا أتمكن من التلاؤم مع الوضع الجديد، لكن ما الحل فكل المؤشرات لا تنبئ عن قرب انفراج للاوضاع.

لقد كان دخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق خطأً؛ فقد كان صدام حسين مسيطراً على الأوضاع بغض النظر عن كونه دكتاتوراً، وعندما كان يختفي شخص ما كنا نعرف المكان الذي نسأل عنه فيه، أما الآن فقد تعددت الجهات التي تأخذك، هناك أجهزة أمن مختلفة ومليشيات متعددة.

لكن خروج تلك القوات الآن خطأً أيضاً، لأنهم خلقوا مشكلة ويجب أن يحلوها قبل أن يغادروا.