الله ربـنا وسندنـا وهو غايتنا وملاذنا
بسم الله والصلاة على محمد قائد الأنبياء والأولياء وعلى آله الأطهار أنوار السماء
· الله كريم ومعطي ، وإذا الناس لم تأخذ منه سبحانه فهذا لا يعني أن الله سبحانه غير معطي ، بل يعني أن الله سبحانه يداه ممدودتان ومبسوطتان بالعطاء ولكن الناس لا تمد يدها لتأخذ منه سبحانه ، ولا ترجو منه ولا تستغيث به ولا تطمع بعطاياه وإنما ترجو من غيره وتطمع بعطايا غيره ..
· فوضع الناس البائس مادياً أو معنوياً ليس دليل على بخل الله سبحانه ، بل حاشاه سبحانه هو الكريم الذي لا بخل في ساحته ، وإنما هذا القحط دليل على بخلهم هم على أنفسهم ، ودليل على أن الناس معرضين عن باب الله وعن عطاء الله وعن التضرع لله عز وجل ..
· ومع هذا فالله سبحانه يعطيهم الخير رغم جحودهم وإعراضهم وعدم إستحقاقهم وغفلتهم وعدم إلتفاتهم وهذا هو معنى المنّ الإلهي .. وهذا العطاء العظيم موجود ومتوقع في أي لحظة أن ينفتح على البشرية مع مجيء الفرج الإلهي وزمن البركات الإلهية ومجيء المصلح الإلهي ..
· فإذا كانت الأرض سيئة ولا تأخذ من الله سبحانه فذلك كله لا يعني أن الله غير معطي بل الله سبحانه جزيل العطاء ومنّان ويداه مبسوطتان بالكرم وممدودتان بالخير والغفران الى البشرية كلها في كل وقت ، وهناك من يأخذ العطاء المعنوي الكبير من الله سبحانه رغم غفلة الآخرين ..
· وحتى عندما يتعرض البعد الدنيوي للإنسان للضرر فهذا لا يعني أن الله سبحانه يريد الأذى للإنسان ، بل هذا أيضاً من كرم الله سبحانه ورحمته بالإنسان لأن الله يريد بهذا الضرر الدنيوي أن يحقق فائدة ونفع أخروي للإنسان لم يلتفت إليه الإنسان بنفسه ولايستطيع الوصول إليه ..
· فعندما نقول أن الله سبحانه يداه ممدودتان لنا بالعطاء ، فهذا يعني أن الله سبحانه يداه ممدودتان لإنقاذنا من النفس الأمارة بالسوء ومن الغفلة ومن الدنيوية ومن الذاتيات ومن الأوهام ، فالله سبحانه لا يتخلى عن من يطلب الإنقاذ منه جل جلاله ..
· فالإنقاذ الإلهي موجود بكل مراتبه ، والمنهج الإلهي الحق ممكن الوصول إليه بتوفيق الله جل جلاله ، لكن الناس لا تبحث عنه ولا تطلبه ولا تريد أن تلتفت الى أهمية الآخرة .. ومع ذلك ورغم كل إعراض البشرية وغفلتها فإن الله سبحانه يداه ممدودتان بالكرم والإنقاذ ومبسوطتان بالجود والعطاء ، ولذلك فنحن نحمل أملاً عظيماً بأن الفرج الإلهي ممكن أن ينفتح علينا جميعاً في أي لحظة رغم كل الذنوب الموجودة على الأرض ، وذلك لأن الله سبحانه أرحم الراحمين وأكرم الكرماء ولا بخل في ساحته ولا يأخذنا بذنوبنا وهو ذو المنّ والعطاء وهو الحنّان المنّان ..
· فكل ما علينا هو أن نثق بكرم الله وأن نمد أيدينا إليه سبحانه لينقذنا من كل هذه الحياة المادية ومن كل الأطروحات الدينية المتدنية ومن كل التأويلات الباطلة، ومن كل أولئك الذين يتاجرون بدين الله ويتلاعبون بالمصير الأخروي للناس من أهل الذاتيات الذين يُبعدون الناس عنه سبحانه .
علينا أن نثق بأن الله سبحانه يداه ممدودتان لنا بالعفو والصفح والغفران والإنقاذ والفرج القريب والله ذو الفضل العظيم ، فعلينا أن نطلب الخير منه سبحانه لا من سواه ونرجو منه لا من غيره