بعد غيبه طويله طويلة عدت إلى هذا المكان الدافئ والذي افتقدته كثيرا في غربتي.........ولكن دائماً تعود الطيور إلى أعشاشها.
وهذه أول قطرة في بحر مشاعركم .
ماذا لو..؟
هربت القصيدة ليلاً
وادعت عليك
عند "الحلاق"
إنك راودتها عن نفسها
على أرصفة الضجر..!
ماذا لو..؟
صفعك القلم
واتهمكَ باحتضانه
بشهوة
شاعر مغترب..!
ماذا لو..؟
تظاهرت الحروف
على الهوامش
وضجت الكلمات
بحجة
أنك جردتها من ملابسها
أمام العابرين..!
ماذا لو..؟
هرب حذاؤك ليلاً
ليقبّل عتبة باب ... حبيبتك
ونام هناك..!
ماذا لو..؟
صدمتك حافلة
محملة بكلمة الوداع
وأنت بأول الطريق..!
ماذا لو..؟
تسلّقت الغيم
تبحثُ عن قطرةِ .. ماء
وابتسمت لعطشكَ الشمس ..!
ماذا لو..؟
ضعت بأدغال أحزانك
واكتشفتك.. امرأة
تخبرك... كل يوم
أنها...... من وجدك....!
ماذا لو..؟
سقطت من فمك أنثى
على الورق
وقررت النوم
بين حروفك..!
ماذا لو..؟
ذهبتْ أمك
خلف الأفق
وتركت ثديها معلقاً
بوجه جوعك....!
ماذا لو..؟
مات أبوك
وجعلك تبتسم .. مجبراً
في وجوه الغرباء ...!
ماذا لو..؟
قتلك صديقك
بحجة أنكَ
طرقت بابه ليلاً
تبحث عن قلبه..النائم
في أقبية الشهوة المالحة..!
ماذا لو..؟
ملكت الملايين
بعد فقرك
واكتشفت....بعد التعب
إنها ورق...!
ماذا لو..؟
حرثت أرض أنثى
بمعول الحب
واكتشفت...أنها
تحلمُ ببذور
غيرك..!
ماذا لو..؟
سقط المستحيل
بحضن " اللحظة "
وأنجبا... " الممكن "
مجاملةً لأحلام الفقراء
المكتنزة بحشائش الهذيان
والآمال المؤجلة..!
ماذا لو..؟
نظرت في المرآة
صباحاً
فلم تجد رأسك..!
ماذا لو..؟
تبرع أحد المخلصين
بخده المعشب
ليُصنع منه حذاءً آدمياً
يليق
بقدم الملك الناعمة ..!
ماذا لو..؟
التصق باخوس
في جمجمتك المهووسة
بلذة الاشتعال
وأنت
لا تزال تكتب قصائدك للجفاف
وشهوة الكربون الأسود
بورق الغابات..!
ماذا لو...؟
سقط الأفق
بفنجانِ قهوتك هذا الصباح
هرباً من
تجاهل التكعيبيين له..!
ماذا لو..؟
كان التاريخ... كاذب
وجموح العقل...صادق..!
ماذا لو..؟
تعفنت جغرافيا المشاعر
ونبت .. الفطر
فهل سنأكله...؟؟
ماذا لو ..؟
تظاهرت الفئران
أمام قصر
" الملك "
احتجاجا على فقر الأهالي..!
ماذا لو..؟
اختبأت القصيدة
في فمك
خوفاً من موس الحلاقة
والذائقة المسكونة بالرماد..!
ماذا لو..؟
باع أصدقاؤك
جنونك القزحي
على أرصفة الغجر
لينالوا بها
رغيف إطراء
وتفاحة حالمه..!
ماذا لو ؟
مر أصدقائي من هنا
وهربوا....!