ماهو واجب الحكومة وما هو واجب المواطن؟
ان الامور في العراق تسير بالاتجاه الصحيح وان الوضع الامني في تحسن مستمر رغم العمليات الارهابية التي تحدث هنا وهناك بين حين.
هناك امر خفي ساعد على هذا التحسن قد لايعرفه الكثير منا هو ان التطور ليس فقط في المجال الامني بل في جميع المجالات الاخرى يعتمد على حجم مشاركة الشعب في دعم الحكومة. المشكلة ان كثير من العراقيين تحول الى عالة على الحكومة وذلك لانه اعتقد ان الحكومة مسؤولة عن توفير كل احتياجاته وهذا المفهوم تأتى من النظام الاشتراكي الذي يتدخل في كل تفاصيل حياة المواطن ويسيطر على كل نشاطاته .
حكم البعث العراق لمدة 35 سنة وخلال هذه الفترة تكون مفهوم الحكومة والشعب لدى المواطن العراقي البسيط وهذا المفهوم هو اشتراكي. في الحقيقية في الدول المتقدمة هناك واجبات كبيرة على المواطن كذلك ومسؤوليات الحكومة اقل بكثير مما هو عليه الحال في دول العالم الثالث. للاسف يطالب كثير من العراقيين الحكومة توفير المستلزمات التي توفيرها هو واجب الفرد نفسه وليس الحكومة فالحكومة لاتعالج الامور على مستوى الافراد ولا يتوقع منها ان تطرق على باب كل واحد وتسلمه احتياجاته مثلما يتصور كثير منا. على سبيل المثال ليس من واجب الحكومة ان تجد لي عملا لكن قد يكون من واجباته زيادة فرص العمل في المدينة وبالتالي زيادة فرصتي للحصول على عمل وليس الاخذ بيدي الى مكان العمل. ماهي الحكومة؟ هي مجموعة من الافراد الذين خولهم الناس للاشراف على تسيير شؤون المدينة او الدولة على مستوى اكبر ولكن من هي الحكومة في الحي او المنطقة؟ بالتأكيد هي نحن
نستطيع كمواطنين ان نجتمع ونناقش الامور والمشاكل المتعلقة بمنطقتنا وماالذي تريده وان لم تكن لدينا مصادر كافية فنتصل بممثلنا في الحكومة المحلية ونساله اذا كان بامكان الحكومة المساعدة. كثير من الامور لاتحتاج الى دعم مالي او فني من الحكومة نستطيع ان نفعلها نخن دون مساعدة منها على سبيل المثال نظافة محلتنا, طرد المجرمين او ابلاغ الشرطة عنهم. التبليغ عن النشاطات والاشخاص المشبوهين, الاشتراك بوضع المناهج التي تدرسها مدرسة الحي لابنائنا وتربية ابنائنا تربية صحيحة تمنعهم من الانزلاق نحو الجريمة او التورط بنشاطات غير قانونية, فهم القوانين المحلية والدستور العراقي حتى يتسنى لنا فهم حقوقنا وواجباتنا ومنع اي مسؤول حكومي من سوء استعمال صلاحياته. هذه هي المراحل التي مرت بها الشعوب المتقدمة ولا زالت تراعيها لادامة استمرار التقدم والمدنية والنظام فالاشياء الجميلة التي نراها في اوربا الغربية او في اليابان وماليزيا والامارات العربية هي من صنع الشعوب وحكوماتها سوية.