لسنوات عديدة كانت الصراعات الشخصية والخلافات السياسية داخل التيار الصدري تمنع مقتدى الصدر من تحقيق سيطرة مُحكمة على مؤيديه من خلال مكتب الشهيد الصدرالتي أنشأها في العام 2003. وكانت الهدنات التي أبرمها مع القوات الأميركية في العراق سبب الخلاف الأساسي بين الصدر ومقاتليه المتشددين مثل (عصائب أهل الحق و كتائب حزب الله) ناهيك عن الوصمة الدائمة التي تسببت بها أحداث القتل والسلب الطائفية التي نفذها جيش المهدي و لا يعرف السبب الرئيسي وراء تنقل الصدر بين العراق و ايران حيث ان مقتدى الصدر يقول بانه يكمل دراسته الدينية في الحوزة بايران لكنه غادر العراق سريعا الى ايران قاطعا زيارته الاخيرة في كانون الثاني/يناير الماضي بعدما سرت أنباء عن تلقيه تهديدات بالقتل من قبل عصائب أهل الحق المنشقة. غير ان زياراته المطولة الى هذا البلد قد تشير الى وجود نوع من التأثير.
ولا يزال التيار الصدري يبحث عن هوية ومكان في التشكيلة الجديدة للعراق و لم يكن وقف اطلاق النار وسيلة منهم لتقليل الخسائر انما جاء نتيجة لتنامي الضغط العسكري عليهم لان التيار قد ادرك انه لن يكون له مستقبل سياسي لطالما انه كان متورطا في صدامات دامية مع فئات من الشيعة و ارتباطه مع جماعات ذات نشاطات اجرامية
لقد قام مقتدى الصدر موخراً بدعوة المواطنين الى ان يعملوا ما يمليه عليه ضميرهم في حال انتهاء مهلة المئة يوم التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي ولم يحدث اي تغيير. وقال الصدر في اجابة على استفسار من مجموعة من انصاره حول امكانية التظاهر قبل مهلة الستة اشهر التي حددها في الاستبيان الذي اجراه التيار الصدري مؤخرا "ان الشعب متى ما اراد التظاهر بالطرق السلمية موحدا وبمطالب عقلية وشرعية ومنطقية فنحن معه لا مع عدوه".

الصدريين استطاعوا الفوز بـ40 مقعداً في البرلمان من أصل 325 مقعداً، و كسبوا منصب نائب رئيس البرلمان وست حقائب وزارية خدمية هم اكبر كتلة حزبية في و باستطاعتهم احداث الكثير من التاثير الايجابي على طبيعة عمل الحكومة و توفير الخدمات لا سيما انهم يسيطرون على 6 وزارات خدمية. لكن من الواضح ان مقتدى الصدر لا يمتك القدر الكافي من القوة و السيطرة على حزبه لكنه يحاول ان يظهر بهيئة القائد المسيطر على حزبه لكن الحقيقة فان مقتدى يفقد السيطرة على الحزب يوما بعد يوم و يعيش حالة تخبط مريرة.
و الا فكيف له ان يؤيد خروج مظاهرات ضد حكومة يؤلف حزبه الكتلة الاكبر منها اليس بامكان حزبه تحسين ادائهم داخل جسد الحكومة لا سيما و هم المسؤولين عن عدة حقائب وزارية خدمية , باعتقادي ان مقتدى لا يمتلك خطة سياسة واضحة المعالم و ان نفوذه في العراق قد تلاشى.