تأتي زيارة رئيس مايسمى بمجلس الشورى ألإيراني علي لاريجاني الى العراق التي تتزامن مع الذكرى الثلاثين لقيام الثورة الإسلامية في إيران وإحتلال السفارة ألأمريكية في طهران كنموذج للنفاق وتعد خطوة خجولة تجاه تطوير العلاقات بين إيران والعراق.
وجميل أن نرى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو غير راغب أن يلعب دور السجادة الفارسية لحضرة صاحب المعالي رئيس البرلمان ألإيراني. ففي لقاء عده الضالعون في الشأن العراقي بالمتشنج، قدم الهاشمي للاريجاني مقترحين حول أطلاق سراح المعتقلين العراقيين في أيران مقابل دراسة أمكانية إطلاق المعتقلين ألإيرانيين في العراق ورفض مناقشة إطلاق سراح المعتقلين ألإيرانيين في العراق لحين تسوية ألأمر. وطلب الهاشمي من لاريجاني أيضاً توضيحات متعلقة بسياسة أيران الخارجية تجاه العراق في عدد من القضايا مثل تقليل كمية المياه في 24 نهر المتدفقة الى العراق ومشكلة الحقول النفطية المشتركة.

وألأهم من مواقف ساستنا المتشددة ضد الإيرانيين (وهي ما نحتاجه الآن ونرجو أن لاتكون فقط للدعاية ألإنتخابية مع إقتراب موعد الإنتخابات) أنا أميل لتقوية علاقاتنا مع الجارة تركيا التي من شأنها أن تضعف التأثير والتدخل الإيراني في العراق وتخلق حالة من التوازن تفقد أيران دورها الخبيث في العراق. فقد زار وفد تركي يترأسه رئيس الوزراء التركي محافظات البصرة وأربيل والموصل الإسبوع الماضي وناقش المشاريع المهمة التي ستعزز تطوير الشراكة بين البلدين. وذكرت مصادر صحفية أن محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي قال بأن "الأتراك يحتاجوننا أيضاً وأنه بينما يعتقد أن بعض جيران العراق لايكترثون بإعادة الحيوية للإقتصاد العراقي فأن دخول تركيا السوق العراقي كسر ذلك ألإعتقاد."
وخلاصة القول وبينما تستمر حكومتنا بمكافحة الفساد فأن سياساتنا الخارجية بدأت تأخذ موقعها وهو مايعطينا بصيص أمل بإستقرار طويل الامد في المنطقة. علينا أن نواصل الضغط على ساساتنا للقضاء على الفساد وأن نشيد بعض ألأحيان بقادتنا عندما يستحقون ذلك.