وسط صومعة الذات أتقهقر..
عجيبة هي الـ أنا.. تسوغ ما لا يبرر..
و تزخرف ما لا يستساغ بعنجهية النرجسية الواهية..
نظن أننا ثابتي الخطى في غفلة عن مزالق الهوى..
لنستفيق على ناقوسٍ أعلن بدء المحاكمة..
محاكمة قاضيها الذات و متهمها النفس و محاميها أنا..
و تنقلب الموازين فبدل الدفاع استرسلت الـ أنا هاجمة مجزمة...
أنا يا ذات أغرقتك في وحل من الزلاتِ..
لتبقي في دوامة صراع مستفحل أدوى قوي الصرخات و خافي الآهات..
و أي قاضٍ أنتِ اليوم يا ذات ؟ و بانتظارك مقاضاة لا جدوى فيها من الحسراتِ..
رب عظيم.. شديد رحيم..
تتمتم الذات وهي تعيد النظر.. أو حقا عشت هذه الحياة دون أن آخذ العبر ؟
يا لجليل خطب عايشته طول الدهر..
و بدأ تضارب الفكر و الأهواء.. دوامة مهلكة لم ترسُ إلا على مناجاة..
إلهي.. فادح هو خطئي.. و كثيرة هي زللي..
تضمحل لجبروتك ذاتي..
و ترنو لعفوك حاجاتي..
و لا مسعف اليوم من كلماتي..
يا بارئ النسم.. أنسامي يكاد ينقطع نظمها حياء لقيود سيئات
و زلل كبلت بها نفسي..
يا جابر الخواطر.. اجبر قلبا كسرته مطارق الهفوات..
مولاي.. لا تحرم هذه النفس من نور لن يشع إلا بشعاع شمس
يصهرها حبا فيك و يذيبها مشكلا إياها في قالب الطاعة التامة..
فقد عافت الروح جو الظلام و لن ترضى إلا بسابغ الوهج..
إلى هنا انطوت الذات على نفسها
و لا تزال تصارع متقوقعة في الصومعة..